الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٧ مساءً

الخبز أهم .. أم المهرجانات ؟!

أحمد مصطفى الغر
الأحد ، ١٦ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
■ تنتشر مقولة "أحمد زكى" فى فيلم " الحب فوق هضبة الهرم" على مواقع التواصل الاجتماعى : “كلهم كدابين و كلهم عارفين انهم كدابين و كلهم عارفين اننا عارفين انهم كدابين” ، أكثر شئ يثير الاستغراب هو ان غالبية من ينشرونها يعتقدون ان المقولة مقصود بها أهل السلطة ، والبعض يعتقد انهم الاخوان و التيار الاسلامى ، ليتهم يعرفوا ان نجيب محفوظ كان يقصد بها : المثقفين ! ـــ أو من وجهة نظرى : مدعى الثقافة والفكر !

■ الفن الجاد الذى يربى النفوس و يعلم الأخلاق ولا يتناقد مع التقاليد والدين هو ما يبتغيه أهل المجتمع ، أما أدبيات الشذوذ و فنون التعرى و أفلام ومسلسلات نشر الرذيلة و كل ما هو سئ .. فهى دخيلة على مجتمعاتنا الشرقية .. وليس بالضرورة الغرب هو المسئول عن ذلك .. بقدر ما ساعدهم بكل تفانى الكثير من مثقفينا وفنانينا الأفذاذ ، هنا يصبح الفن و الأدب ناشرا لأيديولوجيا الانحلال .. وبداية لطريق الضياع والهلاك ، بدلا من ان يكون مربيا و معلما ومهذبا للنفوس .

■ ذكرت من قبل أنه ليس لى رأى محدد وواضح بخصوص أزمة وزير الثقافة المصرى ، لكنى تذكرت تساؤلا ملحاً كنت قد طرحته سلفا : أيهما أهم الخبز .. أم المهرجانات ؟ ، حفلات الغناء و إمتاع الآذن ( كما يقول زوارها ) .. أم إمتاع بطون الجوعى و إيجاد سكن آدمى لسكان المقابر من الأحياء ؟ ــــ الفن رائع عندما يكون راقى ، و أروع عندما يكون بعيدا عن إهدار المال العام أو التأثير على إقتصاد ضعيف يتأرجح نحو الهاوية !

■ موضوع المهرجانات ، والنهب الذى كان يحدث من خلالها .. وبالتأكيد كله بالقانون المعيب الذى يهطيهم الحق لفعل ذلك، قد بات أمراً من الماضى ، الأمر لا يتعلق بمشروع ثقافي وطني وإنما هو محطة لتسويق صورة للبلد لدى الخارج لا تعكس وجهه الحقيقي ، وأتذكر أنى قد كتبت سابقا عن أحد مهرجانات المحروسة كانت ملابس الحاضرات فيه أشبه بالتواجد على أحد شواطئ الريفييرا أو أنهن فى درس تعلم السباحة !

■ اذا كنت ترى أن كلامى السابق رجعى وضد الفن والثقافة ، قيل للفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه : لما لا تكسو الكعبة بالحرير ؟ ، فقال رضى الله عنه : " بطون المسلمين أولى " ، يا أهل الثقافة لما تسألوا أنفسكم ما فائدة مطبوعات تنفق عليها الدولة ملايين ولا يباع منها 7 او 8 نسخ فقط ؟ ، اذا كنتم صفوة الامة و نخبتها ــ كما ينعتكم الاعلام ــ فماذا فعلتم من أجل إرثاء الثقافة بين أفراد الأمة وتنويرها .. بدلا من الترديد الدائم بأن المجتمع جاهل وأفراده أميين!