السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٩ صباحاً

قارعة الفنجان !

د . أشرف الكبسي
الثلاثاء ، ١٨ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
يقال أن (اليهودي) يجيب على السؤال بسؤال..! وذلك بعينه ، ما تمارسه حكوماتنا المتعاقبة ، ولاسيما الحالية ، إما لأنها لا تعرف الإجابات بالفعل ، فتبدو في غاية الغباء ، أو لأنها لا تريد لنا أن نعرف ، وهو منتهى (اليهودة) ، وسواءً أكانت سياساتها تلك ، من قبيل الأولى أو الثانية ، أو كليهما ، فإنها تبدو فيما تقول وتفعل ، أشبه بغجرية عمياء تقرأ الفنجان ، قد تصيب مرة ، لكنها تخطئ ألف ألف مرة... فبعد تأمل طويل ، وابتزاز أطول ، جُل ما أمكنها فعله ، أن تخبرك ، والدمع بعينيها ، أنك تعيش تحت خط الفقر ، وأن (كلفوت) هو المعتدي على أبراج الكهرباء !

كالنقطة اللازمة لإنهاء العبارة ، لكل حدث وحكاية بداية ونهاية ، إلا الأحداث التي نعيش ولاسيما الكارثية منها ، فهي تبدأ ولا تنتهي ، أو هكذا يراد لها ، من قبل الحكومة (والنخبة) التي لم تستطع حتى أن تكون قارئة للفنجان ، وإنما قارعة له ، تلهو على هامش مشاهد الرعب اليومي ، لتبقى الجراح المفتوحة النازفة في جسد تقادم الحياة ، منهكة بالبحث عن إجاباتها المفقودة ، بوصفها ضرباً من عقاقير التداوي والاستشفاء ، اللازم لتعريف ديناميكية استمراريتها ، ما لم تصبح الحياة برمتها قضية ضد مجهول !

لا تقتصر أهمية معرفة الإجابات ، على سد الثغرات في الوعي المجتمعي والضمير الإنساني ، أو حتى كضرورة لتحمل وتحميل المسؤوليات ، وإحقاق الحقوق التي لا تسقط بالتقادم ، وإنما تتعدى ذلك كله ، لما تمثله من مقدمات حتمية لازمة ، لغلق الملفات القديمة ، بعد تقييدها ضد معلوم ، وضمان عدم إعادة تدوير الإختلالات والمختلين ، والجرائم والمجرمين ، فقاتل الرئيس الشهيد الحمدي ، قبل عشرات السنين ، قد يكون هو سفاح مجزرة جمعة الكرامة ، وهو من يقف وراء سقوط الطائرات على الأحياء السكنية ، وهو تحديداً من سيقتل الرئيس الشهيد هادي مستقبلاً !

الوحدة حكاية بدأت ولم تكتمل ، تماماً كالربيع والثورة ... وهل جمعة الكرامة والأحد القومي ، ومسجد الرئاسة ، وأبراج الكهرباء ، والعشرات بل المئات من الأحداث الجسام ، في ماضينا وحاضرنا ، إلا مسلسلات درامية مفتوحة النهايات ، تُركت هناك ، كالبقايا المرة والباردة ، في قعر الفنجان والحكم المقلوب ؟