الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٢ مساءً

للناس سادتهم ولي سيدي !

د . أشرف الكبسي
الاربعاء ، ١٩ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
سمعت عن الكثير من العظماء ، لكني عرفت واحداً فقط ، هو أنت ، وقرأت عن الكثير من الحكماء ، فلم أعرف إلا واحداً ، هو أنت... لست من أصحاب الجلالة والفخامة ، لا ولست من الأثرياء ، لكنك سيد الوجهاء ، وأغنى الأغنياء ، لك وحدك ، لا لسواك ، إجلالاً احني هامتي ، أقبل يديك وقدميك ، فلا ينتقص ذاك مني ، بل يزيد في كرامتي ، كيف لا وأنت يا سيدي ، من له بعد الله الفضل في كوني وكينونتي ، حتى أني أقبل نعليك ، إن كنت أهلاً أن يقبلهما فمي ..!

لا أعرف أحداً له صدق إيمانك ، وحسن عبادتك ، ونقاء سريرتك ، وجميل معشرك ، فأنت الصادق إن تحدث ، الكريم إن دعا ، الناصح إن عرف ، قليل الخصام ، كثير الوئام ، واصل الأرحام ، العازف عن الصور والمظاهر ، إلى المقاصد والجواهر ، لم تؤمن يوماً بمذهبية أو طائفية ، ولا بفروق طبقية ، ولم تطرق يوماً باباً حزبياً ، أو تقصد شيخاً قبلياً ، فقد طبت نفساً بحكم القضاء ، بعد أن تركت الأيام تفعل ما تشاء..!

عرفت الله ، دونما حاجة لعناء البحث والإستدلال ، واستفتيت قلبك مطمئناً ، عن تباين الفتاوى والأقوال... عرفت الدنيا ، فلم يحزنك يوماً إدبارها عنك ، ولم يفرحك يوماً إقبالها عليك ، فإن فاتك منها شيء فأنت الزاهد ، وإن جاءك منها شيء فأنت الحامد. عرفت الناس ، فكفاك قريبهم عن بعيدهم ، وفقيرهم عن غنيهم ، وقليلهم عن كثيرهم ، فآثرت سكون وحدتك على صخب اجتماعهم ، وصدق غيابهم على زائف حضورهم ، وكفاك قليل نصحك عن كثير جدالهم ، وقد عرفت أنك ما تفعل لا ما تتمنى ، وأن إصلاح مقبض الباب ، خيراً من التمني بإصلاح مقبض الكون ، وأن زراعة شجيرة أولى من الحديث عن الغابة والأسى على أشجار المزرعة ...!

أيها السيد الكريم ... يا أشرف الناس ، وأحب الناس ، وأكرم الناس ، لن أوفيك حقك ، فدونه كل الثناء ، وألف ألف عام من موصول الدعاء ، أدام الله بقائك ... فللناس سادتهم وأنت يا أبي سيدي ..!