الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٩ صباحاً

حوار الخبز الناشف

جلال الدوسري
الاثنين ، ٢٤ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
- من الملاحظ هذه الأيام على ما تنتجه المخابز , بعضها على الأقل؛ أن أقراص الخبز وكذلك الروتي قد بدأت تصغر وتخف بما يشكل الربع تقريباً من حجمها ووزنها المعتاد منذ فترة على الأقل..

سألت صاحب إحدى هذه المخابز مستنكراً بطريقة مازحة وقلت له: ليش كذا الخبز هذه الأيام بدأ ينحف؟!.. الظاهر أنكم تجبرونه على عمل ريجيم..

أجاب مازحاً كذلك وقد فهم لعنتي وهو يقول: لا.. لا .. هذا بس مع الجو.. هذه الأيام الجو حار والخبز ما يتحملش الحرارة..
ضحكت بسخرية تغلفها المرارة، ومضيت في طريقي وأنا أفكر بأمرين؛

الأول: المعلومة التي عرفتها لأول مرة من خلال إجابة صاحب المخبز على سؤالي.. وهي أنني لأول مرة أعرف أن الخبز ينكمش بالحرارة.. ولا أدري كيف يكون وضعه مع البرودة..

أما الأمر الثاني: فقد كانت تساؤلات تدور حول ما إذا كانت هناك رقابة تمارس على المخابز والتأكد من إلتزامها بمعايير الوزن والجودة؟!.

سواء كانت الرقابة رسمية من قبل الجهات المختصة، أو شعبية يمارسها المواطن المستهلك والجمعيات والمنظمات المهتمة به، أو رقابة ذاتية يمارسها أصحاب المخابز على أنفسهم بوازع ديني ومبدأ أخلاقي على الأقل..

شخصياً... لا أعتقد أن شيء من الرقابة تلك موجودة, في ظل غياب شبه تام لجميع مؤسسات الدولة عن القيام بواجباتها بشكل عام تجاه الوطن والمواطن, لإنشغالها بملذات المحاصصات التي فرضتها الإرادة الخارجية بما تضمنته المبادرة الخليجية, إلى درجة أن غدى عفن المكايدات يدمي القلوب والنفوس, ويصيب البطون بدوام القرقرة..

وكذلك في ظل تواري المنظمات الأهلية تماشياً مع الأوضاع السياسية وإحجامها عن القيام بمهامها وأداء واجباتها, إلا ما ندر في بعضها وهي ترتدي خمار الخجل..

وفي ظل أن المواطن أصلاً كعادته , وهو الملبد بالجهل إلى درجة التبلد البعيد كل البعد عن الحكمة, منكفيء على نفسه في متابعة الأحداث السياسية , وقد دخل في متابعة ملهاة ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني وهو يجهل معنى الحوار كجهله لمعنى أن يعيش بعزة وكرامة حتى لمجرد أن ينال حقه كمواطن في الخبز الناشف..