الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٧ صباحاً

ألم يحن الوقت لخروج حيدر ؟

طارق عثمان
الثلاثاء ، ٢٥ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤١ مساءً
كتب عبد الرزاق الجمل الصحفي المعروف منشورا على صفحته قال فيه ( التقيت اليوم بأحد أطفال الصحافي عبد الإله حيدر شائع. لعنت في نفسي كل الصحافيين والكتاب والمفسبكين الذين يكتبون كل يوم عن كل شيء وينسون قضية هذا الصحافي المظلوم )

بعدها بساعات كان يطرق أبواب بعض الكتاب يطلب منهم أن يكتبوا عن هذا الرجل الذي بحلول رمضان سيكون قد أمضى 3 سنوات في السجن ،لا لشيء إلا لأنه حاول أن يقوم بدوره كصحفي شريف .

كان الجمل هو الآخر يقوم بدوره في حشد التأييد لنصرة هذا الرجل المسجون ظلما وعدوانا وبأوامر مباشرة من أوباما . وعلى الخاص استأذنني في الكتابة عن حيدر
بعد نقاش قصير و استيضاح عن معلومات قد تكون غائبة عني وعدته بالكتابة أمس ليلا .

مرت 24 ساعة قبل أن ابدأ بالكتابة والآن أشعر بالخجل لهذا التأجيل .

لا لأن حروفي ستكسر قيود شائع ولا يجب تأخيرها عنه ، بل لأن معصميه كبلا لأنه كان يدفع ثمن أن نكون أحرارا في كتابة ما نراه الصواب والحقيقة ثم نبخل عليه بمنشور أو مقال .

تذكرت عبارة الجمل التي استهللت بها ما أكتب الآن ، فوجدت أننا فعلا نكتب في كل شيء وننسى رجلا أمضى أكثر من 1000 ليلة في الزنازين دون ذنب إلا أنه كان يكتب .

ثم من هم طلقاء الآن يبخلون عليه بمنشور وربما أسالوا الكثير من مدادهم في التطرق لقضايا هامشية لا معنى لها .
بالطبع ليس المقصود من الكتابة هو إسقاط واجب وإراحة ضمير وتزيين فهرس المقالات بعنوان يتناول قضية إنسانية فقط لرفع العتب .

حيدر يحتاج منا وقفة حقيقية كأي مظلوم ناله جور وحيف ودون مبرر سوى قول الحقيقة التي هي غايتنا
لو لم يدفع أمثال حيدر سني عمرهم لأجل حريتنا في الكتابة ما كنا الآن نكتب وننتقد و نقول ما نشاء فيمن نشاء و كيفما نشاء .

من حق أبناء حيدر أن يتحلقوا حوله على مائدة أفطار رمضان هذا العام ، من حقهم أن يرافقهم في الليالي التي تسبق العيد للسوق ليشتري لهم ملابسهم ويبادلهم الضحكات وهم يجربون المقاسات والألوان والموديلات الغريبة من حقهم أن يخرج معهم لمصلى العيد و يطلق معهم الألعاب النارية في المساء من حقهم أن يكونوا مثل كل الأبناء .

حيدر يعاقب نيابة عن كل الكتاب والمفسبكين الذين يستكثرون الآن عليه منشور ومنهم صاحب هذه السطور
لابد أن نرد للرجل جزء من حقوقه.

كانت الثورة أملا لكل محبي حيدر في أنها ستفك قيوده وأغلاله ، لكن ها هو يمضي سنين السجن بالتساوي ما بين حكمين ، حكم رئيس ما قبل الثورة ورئيس مابعدها ، لا شيء تغير غير أن حملات التضامن معه صارت أقل رغم أنه يعد من معتقلي الثورة كونه من الذين حافظوا على شرف الكلمة أيام حكم صالح والذين فعلوا ذلك هم من مهد لثورة الحقيقة .

أتمنى من كل شخص أن يكتب عن هذا الرجل فهو يستحق ، يجب ان يعرف الذين يترددون في الإفراج عنه أن تحريره مطلب لكل حر شريف وليس حدث متروك لقرار من جهات عليا قد يأتي وقد لا يأتي بناءً على اعتبارات تخصهم .
.