الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣١ مساءً

ثمارخمسين عامل.!!

خالد الصرابي
الثلاثاء ، ٠٢ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
تجاهلنا كثيرا ذلك الشدوالرائع "يا غريب الوطن يكفيك غربه وا سفار"ليس لاننا لاندرك بان الوطن لاينتظرنا بالاحضان بل لاننا دائما نعتقد بان تركيبة الاخرين مثلنا تماما .لكن الحقائق كانت ادق منا تفاصيلا لنعيش هذه اللحظات التي يمتزجها الفرح والحزن في ان واحد ..وبرغم الظروف الاقتصادية واجتياح نسبة البطالة في البلاد لمختلف الايدي العاملة الا اننا في الحقيقة سعداء جدا لعودة اخواننا من مواطن الاغتراب المرة .قد نشعر بحزن شديد ازاء ثورة دفنت منذ خمسون عاما لنجني اليوم واحدة من ثمارها القطوب ,ولكن علينا الا ننظر الى الخلف ولو بمقدار خطوة واحدة فلم نعد نقوى على التقوقع ولو لعام واحد قد لانمتلك أي نوع من المسارات كحبل ثقة بأيدينا لكن علينا تصحيحها جميعا .لقد امتلأت المدونة يا اعزائي من الدروس فهل با مكاننا التوقف عن مراحل الاستيعاب لنبدأ بالتطبيق الفعلي والعملي لكل ما كنزناه من تلقين خلال هذه السنوات والتي لاتعد بالهينة !!. الجارة اليوم قرعت اجراس الحنين لتهوي معها اساسات اعمدة البناء المشيد منذ سنوات طويلة الم تكن ازلية فهل ياترى تتمكن طفيليات الاحقاد من محو ذاكرة مهد حضارة ومعالم نقشت اثارها على ملامح ابناء البلدين!! اخبروهم باننا سعداء جدا جدا بفدومهم بل ان القلوب تنبض بمختلف انواع الفرح للقائهم وان حضن الوطن الدافئ ينتظرهم بشوق وحنين فلم تعد قدرتنا على تقبل تلك الآلام التي تحمل معها ضحايا هذه الهجرة المضنية ومظاليم سجونها علنا نغيث البقية من شبح الانتحار داخل زنازينها الكئيبة واعداد الجثث المتناثرة على امتداد صحاري الحدود القاحلة بحثا عن قطرة ماء اوتعسفا ..لقد انهزمت مشاعرنا نتيجة تلك الاخبار المروعة عن فقدان الاب والاخ والابن بعد ان كانت خيوط من الامل قد انتابت تلك الاسر المكابدة لاوجاع واقعها المرير فلن تعاني بعد اليوم وتحديدا بعد ان تحتضن تلك النوارس المهاجرة التي عليها ان تسع وتفتخر بعودتها الى حضنها الدائم مهما طالت الاسفار "الوطن"لتبدا المشوار مع جيل يعتزم على رحلة وطنية قد تكون كسابقتها خمسون عاما ولكن لن تتشابه معها بالنتائج مهما سالت دماء التضحية على ارضها فلن نقبل بتشرد ابناءنا في دول الاغتراب والمؤمن لايلدغ مرتان.