الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٣ مساءً

عيون يمنية على ما يحدث في مصر

صادق الفائشي
الثلاثاء ، ٠٢ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
أن ما يحدث في ارض الكنانة أمر يقلق كل حر في أنحاء المعمورة ، ولن تجد من هو سعيد بما يحدث إلا أعداء الأمة العربية والإسلامية عامة ، وأعداء مصر خاصة ، مصر قلب الأمة العربية ورائدة التغيير فيها ، أن صلحت صلح بقية الأمة ، وان فسدة لا سمح الله يظل الجسد هزيلا ، مصر هي الشريان المتدفق إلى أنحاء الوطن العربي بالعلم والثقافة والأدب ..


يظن الكثير إن السيناريو الذي يحدث في مصر هو صناعة مصرية خالصة ، لقد أخطأه الصواب ، ما يحدث في مصر مسلسل كتبه واعده أعداء ثورة التغيير في الداخل والخارج ، وقام بدور البطولة بقايا النظام السابق ، ادوار أساسية يلعبها العملاء وللاهثون وراء المال على حساب الأوطان ، البقية وهم الأكثرية يلعبون دور الكومبارس ترديد للشعارات ، وإفراغ حقد تم شحنه ضد الإخوان طوال حكم مبارك ومن سبقه .


كم هو مؤسف أن يتم تدمير الأوطان على يد أبنائه ، آآآآآآآآآه يا كم هم محزن أن تجد من يعين العدو على تدمير بلاده ، بل ويكون هو يده التي يقتل بها أبناء وطنه ، آآآآآه يا كم هو محزن أن هناك من لا يقدرون نعمة الديمقراطية ، ولم يكلفوا أنفسهم عناء تعلم أدب الحوار واحترام الأخر أو تعلم فن الاختلاف .

لقد تبخرت الثقة بين الإعلام والمواطن المصري ،فصار الكل يتأفف من الإعلام ، لما يلاحظه من ضخ إعلامي يذكي الصراع والفرقة بين مكونات الجسد الواحد ، صار الجميع يشعر أن الخبراء والمحللون ، والخبراء العسكريون ، والناشطون والناشطات ، والسياسيون والحقوقيون ، أكثر من المشاهدين واشد غثائه من المقايل والقهاوي ، فهم يملؤنا الفضائيات ، ولكل يتحدث عن الأوضاع ولكن تحريضا ضد خصمه ، وبما يلمع فريقه ، ولا أحد يأبه بمصير الوطن ومستقبله،


لم يعد مستغربا أن تشاهد في احدى القنوات من يحمل قتيلا ويصيح ويولول لا حبا في القتيل أو أسفا عليه ، ولكن متاجرة بقضايا البسطاء كي يكسب موقف سياسي أو ينال شهرة ، لقد ادخل أمثال هؤلاء بلدان الربيع العربي في مرحلة الفوضى ، أظنهم لا يعلمون أن الفوضى لن تستثني احد ، ولن ترحم النيران من أشعلها وعلى رأسهم النافخون ….


ان قمة العهر السياسي هو ما تقوم به بعض القوى الإقليمية المرتعشة والمتخوفة من أن تطرق تلك الثورات أبوابها , فشمرت عن سواعدها لوأد الثورة المصرية ، وإعادة عقارب الزمن إلى ما قبل 25 يناير , لقد تحولت تلك الدول إلى حمم بركانية على الثورة المصرية, وبدأت بضخ الملايين من الأموال في سبيل هدم تلك الثورة


يتوهم البعض ان الاحداث في مصر ، هي من اجل إسقاط مرسي ، ليس والله ما يدار في مصر من اجل اسقاط مرسي فقط ، انه صراع من اجل تحديد هوية مصر الجديد ، يعلم الجميع وبما فيهم الغرب أن الإخوان لديهم مشروع إسلامي ، يبدأ بالتنمية وينتهي بالخلافة ، وهو ما يخاف منه الغرب ، وسدنتهم من حكام العرب المستبدين الذين لم يحل عليهم ربيع الحرية ، اما الشيء الآخر فقد اجتمعت قوى الفساد ، وعلى اختلاف مذاهبهم الفكرية رغية في تحقيق حلم اضاعة عليهم صناديق الاقتراع ، فهم يردون دولة مدنية علمانية ليس للدين عليها سلطان ، مع العلم إن الإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان قد تنازلوا لأجل مرور مرحلة ما بعد الثورة كثيرا ، وهذا ما طمع أعداء الديمقراطية والفساد فيهم ، وفتح باب الفوضى ، وبالمقابل ولم يتنازل العلمانيون ومن يدعون الحداثة قيد أنملة من اجل مصر ..



ما تشهده مصر ينذر بخطر شديد على مستقبل المنقطة اجمع , وخصوصا بلدان الربيع العربي , تلك الثورات ما زالت تشهد مخاض عسيرا لولادة نظام جديد ، قد يعتقد البعض أن ما يحدث هو ظاهرة صحية ، تنبأ عن عهد ديمقراطي جديد ، و صراعا سياسيا لم تشهده المنطقة من قبل، أي سياسة التي تنقل الصراعات إلى الشارع وتمارس كافة أنواع الجرائم ؟؟؟ أي سياسية التي يمارس فيها القتل وحرق مقرات المخالفين سياسيا وحصار المؤسسات السيادية والطعن في شرعية الرئيس المنتخب ؟؟.


وأخيرا لن تستطيع مصر أن تتجاوز محنتها إلا بالحوار الجاد ، وتغليب مصلحة مصر على مصالح الحزب و الجماعة ، لن تستطيع مصر تجاوز ما تمر به إلا بإعمال القانون الذي يأخذ على يد ا لمفسدين ويحاكمهم , ويعمل على قطع رؤوس الفتنة ومن يذكيها , القانون الذي يجرم الخيانة الوطنية ، والاستقواء بالخارج واستدعائه ، القانون الذي يجرم التحريض على العنف والخروج على الشرعية. حفظ الله مصر أرضا وإنسانا ..