الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٧ صباحاً

الاخوان المسلمون وامريكا

احلام القصاب
الاربعاء ، ٠٣ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
تطور الاحداث في مصر بعد الثورة يؤكد للمتابع حقيقة الفخ الذي تعده امريكا وحلفائها لحرق الاخوان المسلمين كفصيل اسلامي يسعى لتطبيق حكم اسلامي عادل فتنتقل (عدوى) النجاح لكل قطر اسلامي فأمريكا لازالت غير متقبلة ما حققته حكومة اردوغان من نجاحات اقتصادية مذهلة جعلت الشعب التركي اكثر تمسك بحكومته كلما اشتد الخطب والمؤامرات عليها ، الملفت للانتباه التصريحات التي صدرت عن الادارة الامريكية بدعوة الجميع لنبذ العنف والجلوس للحوار ، عن اي حوار تتحدث الادارة الامريكية ! رئيس استلم السلطة وفق شروط اللعبة الديمقراطية التي تنادي بها امريكا والغرب عبر الصندوق ، ما الذي دفع امريكا لإطلاق مثل هذا التصريح ! ، الم يكن بوسع الادارة الامريكية الانحياز لخيار الشعب المصري الذي عبر عنه عبر آليات الديمقراطية الغربية ! ، اليس من الاجدر بأمريكا أن تدعو الجيش المصري والاطراف المعارضة لاحترام نتائج الانتخابات الديمقراطية ! ومنح الرئيس الشرعي الفرصة لإكمال الاربع سنوات المتفق عليها ، الم يتقبل الشعب الامريكي الرئيس بوش حتى انهى فترة حكمه للبلاد رغم الكوارث الاقتصادية التي تسببت فيها سياسته للاقتصاد الامريكي والعالمي !

حقيقيةَ خشية امريكا وحلفائها أن يحقق مرسي نجاحات اقتصادية خلال فترة حكمه فتزداد الارض تحت اقدام الاخوان المسلمين صلابة دفعها إلى اطلاق مثل هذا التصريح الذي يعد ضوء اخضر للجيش للتحرك للانقلاب على إرادة الشعب فطالما دعمت امريكا العسكر للانقلاب على الحكومات المنتخبة في العالم الثالث من اجل مصالحها واجنداتها الخاصة ، إن اسقاط الرئيس المنتخب مرسي ستكون كارثة على الحركات الاسلامية المعتدلة التي تسعى للنهوض بالأمة وفق برامج سياسية سلمية ، فمثلما استخدمت امريكا وحلفائها الشباب المسلم في حربها ضد الروس في افغانستان ثم اسقطتهم بتهمة الارهاب ، فأمريكا اليوم تتجه لإسقاط الحركات الاسلامية المعتدلة السلمية التي تسعى للسلطة عبر الديمقراطية (الغربية) الانتخابات حتى لا تقوم لها قائمة ، فأمريكا بهذه السياسة لم تحسب عواقب مثل هذه السياسات بدقة كافية وعليها مراجعة مثل هذه السياسات الخاطئة فقد ينقلب السحر على الساحر ..

انسحاب مرسي من الحكم بهذه الطريقة سيفتح المجال للتلاعب بإرادة الشعب فأي انتخابات قادمة مهما بلغت من النزاهة ستكون تُهم التزوير جاهزة والانصار سيتظاهرون في الميادين إن لم تأتي لهم الانتخابات برئيس ينفد لهم سياساتهم في المنطقة وقد تدفع الناس للتخوف من انتخاب اي مترشح او حزب يحمل مشروع اسلامي بحسب ما يخططون له وقد يدفع بالآخرين في دول الربيع العربي إلى استخدام نفس الاساليب المتبعة في مصر حالياً لإسقاط اي نظام شرعي يأتي معبر عن إرادة الشعوب ، فأمريكا لا تحتمل رؤية شعوب العالم الثالث والاسلامية منها على وجه الخصوص تنعم بحكم انظمة شرعية تحقق نهضة اقتصادية ، فالديمقراطية والحرية يجب أن تبقى حكراً عليهم وعلى الغرب دون غيرهم من الشعوب وما الدعوة الامريكية والغربية لإطلاق الحريات وتطبيق الديمقراطية في العالم الا سلاح يستخدم للتدخل في شؤون الدول وفرض سياساتها وعندما تأتي هذه الحرية والديمقراطية بأنظمة غير مرضي عنها امريكياً هنا ينكشف الوجه الحقيقي للسياسة الامريكية والاهداف الحقيقية من دعوات الزيف والتضليل بالحرية والديمقراطية التي تحقق طموحات الشعوب التواقة للعيش بكرامة وعلى امريكا اعادة حساباتها فمهما اتفقنا او اختلفنا مع الحركات الاسلامية لابد أن تحترم إرادة الشعوب ولابد للتجربة الديمقراطية ان تمضي وفق الشروط المتعارف عليها دولياً وأن تعطى الانظمة الشرعية فرصتها في الحكم إلى حين انتهاء الفترة المتفق عليها دستورياً ثم يترك للشعب الحكم ، ما يحدث اليوم في مصر يؤكد ما ذهبنا اليه سابقاً بأن امريكا لم تكن راضية عن الثورات العربية التي اقتلعت حكاماً عملت على الحفاظ عليهم في سدة الحكم لعشرات السنين ولم تكن يوماً مؤيدة لحق الشعوب في اختيار حكامهم وفق ارادتهم الحرة .