الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٥ مساءً

مصداقية امريكا والغرب على المحك

احلام القصاب
الجمعة ، ٠٥ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
إن الاستسلام للانقلاب الذي قاده العسكر في مصر خطيئة اكبر من الانقلاب ذاته ، فأصحاب الحق عليهم الاستمرار في النضال السلمي لاسترداد حقهم المشروع الذي يحاول العسكر مصادرته بانقلابهم المرفوض لكل حر يؤمن بحقه في العيش بحرية واختيار حكامه وفق الطرق الديمقراطية الحرة والنزيهة ، وعلى الدول المؤمنة بالديمقراطية أن تؤازر الرئيس الشرعي لمصر محمد مرسي وأن تتبنى رفع قضية الانقلاب على الديمقراطية في مصر إلى الامم المتحدة والدعوة لعدم الاعتراف بالانقلاب وكل ما يترتب عليه فنحن في عصر الحرية والديمقراطية ولا مكان للانقلابات على خيارات الشعوب الحرة وعلى الرئيس الشرعي مرسي وحزب العدالة أن لا يستسلموا للانقلابين فهم اصحاب حق وعليهم تقديم المزيد من التضحيات بالطرق السلمية فقضيتهم عادلة وكل العالم الحر المؤمن بالحرية يدعمهم وعلى الغرب الديمقراطي أن يثبت مصداقيته في الدعوة إلى اشراك الشعوب في الحياة السياسية وفق مبادئ الديمقراطية وآلياتها المتبعة في البلاد الديمقراطية واختيار حكامهم وفق ارادتهم الحرة فمصر اليوم اختبار حقيقي لأمريكا والغرب الديمقراطي راعي النظام العالمي الحر ، إن ما حدث في مصر من انقلاب على الشريعة الدستورية وخيارات الشعب يعد المحك الحقيقي لمصداقية امريكا والغرب الديمقراطي فمثلما عملت امريكا والغرب على اعادة الرئيس الهاييتي المنتخب (اريستد ) إلى السلطة بعد الانقلاب عليه وخروجه من البلاد يجب على امريكا والغرب وكل الشعوب الحرة المؤمنة بحق الشعوب في الحرية والديمقراطية مؤازرة رئيس منتخب اغتصبت السلطة منه بقوة السلاح وبتمرد عسكري لازال يحتكم لمنطق ادمن عليه منذ ستينات القرن الماضي ، إن امريكا التي تعمل على مساعدة الشعوب واعدادها فكرياً لفهم مبادئ الديمقراطية والتعايش السلمي وتمول الهيئات الحقوقية مادياً وترفدها بالخبرات والكفاءات الديمقراطية أن تثبت مصداقيتها التي هي اليوم على المحك في دعم رئيس منتخب وتجربة ديمقراطية حقيقية يراد وأدها بعد عام من ولادتها ، كيف غاب عن امريكا والغرب الديمقراطي ومعاهد البحث الاستراتيجي في الغرب الكثير من الاحتمالات التي تضر بمصداقية ومصالح امريكا والغرب في العالم والمنطقة واستشعار حقيقة مفادها إن محاولة فرض الاستسلام على الشعب المصري للانقلابين قد يترتب عليه المزيد من التدهور السياسي في الديمقراطيات الناشئة وقد يدفع بالكثير من الشباب إلى المزيد من التعصب واللجوء إلى وسائل غير سلمية للتعبير عن احباطهم بسبب فرض انظمة بقوة الجيش المتمرد على رؤساء منتخبون وسيزعزع الامن في المنطقة وستدفع ثمنه كل شعوب ودول المنطقة التي تواطأت مع الانقلابين اما بالتأييد المباشر او عن طريق غض الطرف فمركز مصر وموقعها في المنطقة حساس جداً ولن تستطع الدول دفع التكلفة الباهظة في حال تدهورت الاوضاع وسلك المحبطون طرقاً اخرى يعرفها الجميع نتيجة اليأس من امكانية التغيير بالطرق الديمقراطية والسلمية ، كيف لنا أن نركن إلى مساعدة امريكا لنا في اليمن للخروج بحلول سياسية توافقية عادلة ترضي جميع الاطراف في الوقت الذي نراها تغض الطرف عن انقلاب عسكري يصادر حقوق الشعب في مصر بدعوى باطلة لا تقرها الاعراف الديمقراطية المتعارف عليها ، على امريكا والغرب الحر أن لا يمرر عملية الانقلاب بالدعم او غض الطرف ، وعليه دعم الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي مثلما دعمت الرئيس الشرعي المنتخب (اريستد) واعادته إلى السلطة في هاييتي فمصداقيتهم على المحك .