الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٩ مساءً

السعودية والإمارات أطاحة مرسي بملياراتهم

أنور الداعي
السبت ، ٠٦ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
سعت الدول ذات الحكم الملكي أبان الثورات العربية إلى عرقلة نجاحاتها وإفشال بعضها والتغاضي والتأييد عن بعضها . فكان للسعودية دور بارز في دعم الثورة الليبية والتغاضي عن الثورة السورية وإنقاذ الحزب الحاكم في اليمن من الانهيار لحاجة في نفسها ( الحدود) !! وكان موقفها من الثورة المصرية عدم الاعتراف إلى حين عزل مرسي . لذا كان موقفها من الثورة المصرية واضح وضوح العيان . حيث سعت مع جارتها الإمارات إلى استقطاب رموز المعارضة إليها وإغرائهم بالمال والتخطيط على كيفية التخلص من مرسي . كل هذا خوفاً من امتداد الثورات العربية إلى بلادهم وسيطرت التيارات الإسلامية عليها وقلب حكم العائلة إلى حكم الفرد نفسه بنفسه عبر البوابة الديمقراطية . فكان لا بد من عمل شيء لإسقاط مرسي مصر بأي حال من الأحوال ، فعملت ليلاً نهاراً في مشاورات أمريكية وإسرائيلية مستعينة بجارتها الإمارات على كيفية التخلص من مرسي .حيث سعت إلى إيجاد طريقة مناسبة للتخلص من مرسي وحكومته . فبدأت تعمل مع فريق عملها من الليبراليين والعلمانيين وتطميعهم بالحكم في حال السقوط فكان ما أرادت . مستعينة بالتنسيق مع الجيش المصري بقيادة أركانه حتى تكتمل الخطة ، حيث استطاعت إقناع الجيش المصري بالقبول بالانقلاب على الشرعية الدستورية بطريقة هزلية لا يؤمن بها أي عاقل من العقلاء ، حيث أبرمت رموز المعارضة من الليبراليين والعلمانيين وبقايا الفلوس خطة محكمة للإطاحة بمرسي من خلال الخروج في 30 يونيو إلى ميدان التحرير للمطالبة برحيل مرسي وحكومته ، حيث استطاعت المعارضة حشد الكثير من المصريين لميدان التحرير بمليارات السعودية والإمارات وسوف يكون للجيش المصري موقف الفاصل لحل الأزمة وهذا ما حصل بذات من الموقف الغير متوقع من الجيش المصري ، متناسياً ما ستؤول إليه مصر جراء هذا القرار الخاطئ الذي سيقود مصر إلى الفوضى اللاأخلاقية .

صدر القرار بالعزل فسارعت السعودية والإمارات بالتهنئة لهذا الموقف التاريخي في تاريخ مصر .

ولكن هناك بعض المواقف التأريخية لمرسي وحكومته التي جعلت السعودية والإمارات ترصد المليارات من الدولارات للمعارضة للإطاحة بمرسي سأتناول بعضها :
أولاً : موقف مصر من الحرب على غزة حيث تصدرت مصر أخذ موقف مشرف في التوسط لإيقاف الحرب على غزة الأمر الذي لا ترضاه السعودية في تصدر أي دولة عربية للمواقف الدولية .
ثانياً : موقف مصر من الثورة السورية حتى وإن جاء متأخر إلى أن السعودية لا ترضى بذالك حيث استطاعت مصر الكنانة من حشد أكثر من 400 عالم من الوطن العربي لأخذ موقف من الثورة السورية والتي كان لمصر حق الاحتضان لكوكبة العلماء الذين أفتوى بالجهاد في أرض سوريا ، الأمر الذي أقلق السعودية ، حيث سارع الكثير من شباب السعودية للالتحاق بالمجاهدين في سوريا وجعل السعودية تحتجز كل شاب يذهب إلى سوريا للمشاركة في الجهاد وهذا كله خوفاً من الشباب المجاهد وحتى لا يكتوون بنارهم بعد العودة من سوريا .

ثالثاً : خافت الدول ذات الحكم الملكي من امتداد الثورات العربية إلى بلدانهم وخوفهم الأكثر هو أن يسيطر على الحكم التيارات الإسلامية .

رابعاً : خوف الإمارات من انقلاب الحكم في الإمارات على يد الإخوان المسلمين فسعت إلى اعتقال الكثير من شباب الإخوان سواء كانوا من الإماراتيين أو المقيمين ، حيث كانت تعلم أن الضامن الوحيد لبقائهم على الحكم هو الإطاحة بحكم الإخوان في مصر حتى لا يكون للإخوان المسلمين دولة يستمدون منها قوتهم وتكون لهم حاضن ، فرصدت المليارات من الدراهم لرموز المعارضة بتوصية من حلفائهم الأمريكيين والإسرائيليين لضمان عدم انتشار الإخوان المسلمين في المنطقة وسيطرتهم على دول المنطقة المجاورة لإسرائيل . حيث كان ترقب الأحداث في مصر عن كثب .

ولكن في الأول والأخير نقول لأعداء الديمقراطية من الليبراليين والعلمانيين وبقايا الفلول مهما عملت فسوف تكتوون بأعمالكم .

( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) والقادم سيثبت ذلك .