الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٠ مساءً

أشك وأقطع 16 : سقط الأخوان .. أهلاً طيارة العيّانين !

اسكندر شاهر
الأحد ، ٠٧ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
لم أعد أشك في إرادة الشعب العربي إلا عندما أتحدث عن الشعب اليمني الذي أثبت بأنه مسلوب الإرادة وأقصى ما تتمخض عنه حكمته البلهاء هو أن ينقاد وراء قطيع من الحمران ، وأقطع بأن من سقطوا من شهداء على مذبح التبديل الأحمري لم يكونوا سوى أضحيات في سبيل الشيخ والعسكر لا الشعب والوطن ، وعليه فإن اعتبارهم شهداء للوطن فيه مغالطة كبيرة وأما من بقى ممن كنا نسميهم شباب الثورة وتبين أنهم شباب الـ 200 دولار في موفنبيك فليسوا إلا التعبير الأمثل عن الصورة الحقيقية للشعب اليمني الذي يوغل في إهانة نفسه لمصلحة أفراد وهاهو يحكم على بلاده من خلال التسوية السياسية بالعزلة عن المشهد الحضاري لما يقل عن قرن من الزمن ..

وأشك في أن سقوط حكم الاخوان المدوي في مصر سيكون له انعكاس فعلي في اليمن فقد كانت ثورة 25 يناير المصرية العظيمة بالنسبة لليمنيين درساً لا ينبغي الاتعاظ منه إلا في حدود تبديل فرعون بفرعون آخر ، على أن ثورة مصر مستمرة وأسقطت الفرعون الثاني ومستعدة لإسقاط التالي ليس بدعم الحمران ووجباتهم وقاتهم وقناتهم بل بشباب ( تمرد ) الذين أداروا التغيير من غرفة سرية في شقة بمصر الجديدة بالقاهرة ليلقنوا العالم كله درساً في الإرادة والحياة بحرية وكرامة ...

وأشك في أن حزب الإصلاح سيتعظ من تجربة الأخوان في مصر ذلك لأني أقطع بأن أكثر ما يأنس إليه هو تبعية الشباب المحكوم بأزمة أخلاقية مستعصية وسبق أن حددت في مقالات سابقة طبيعة المشكل لدى القوى اليمنية ونكررها هنا فالحراك الجنوبي لدية أزمة تعدد ، والمشترك أزمة ترهل ، والشباب أزمة تبعية ، وأقطع بأن هذا المشكل لن يتزحزح إلا بصحوة شاملة يقودها الجياع وليس المتخمين على أن “جياعنا” ينسون كرامتهم بمجرد أن يتصدق عليهم الحمران ببعض الفتات وسرعان ما يتحول الجائع إلى مائع كما تحول القاتل إلى ثائر .

ومن المفارقات أن بعضهم في اليمن وأثناء أزمة الرئيس المخلوع محمد مرسي تحدث عن حكمة اليمنيين وأهمية أن يستفيد منها المصريون الذين عليهم اللجوء إلى الحوار ، وينسى هؤلاء أن إسقاط النظام أهون من سقطات الأزلام وأن حوار اليمنيين هو أكبر تشويه للحوار كمبدأ وقيمة ، وتحويله إلى مسخ لا يقل قذارة عن قذارة الحصانة للقتلة والتقاسم للصوص والسلام على العدالة الانتقالية ..
في مطار القاهرة الدولي يتضح المشهد المصري واليمني بصورة مُعبّرة ، فصورة حسني مبارك سقطت وصورة محمد مرسي سقطت .. وفي الحالتين أهلا طيارة العيانين !!! .


لكزة
سقوط حكم الاخوان في مصر سيخرجهم من المشهد السياسي كفاعلين لردح من الزمن على أن تصدرهم للمشهد الدعوي سيبقى ماثلاً وسيؤسس للفتنة الطائفية والمذهبية التي ستكون كفيلة بإسقاط من أسقطوا الاخوان أو دخولهم في معترك خطير إلا أن يدرك من وضعوا خارطة طريق للمرحلة الانتقالية الحالية في مصر أن المسالة بحاجة لخارطة طريق استراتيجية تحت عنوان (الدين لله والوطن للجميع) ..