الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٦ صباحاً

رابعة والأربعون إخواني !

د . أشرف الكبسي
الأحد ، ٠٧ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
بينما امتلك الإخوان (الثائرون) حضورهم كتنظيم قوي في كافة الساحات والميادين ، انحسر الإخوان (الحاكمون) كنظام ضعيف ، في جنبات ركن الزاهدة رابعة العدوية بالقاهرة ، ليستلهم بعضهم كراماتها بكشف الحجب عنه ، فيرى جبريل حاضراً في المشهد السياسي الحائر.! فهل كان لسان حالهم هناك ، زاهداً، يخاطب الله ، أم مغايراً يخاطب التنظيم ، كلما استحضر مقولة رابعة الشهيرة : "فليت الذي بيني وبينك عامر … وبيني وبين العالمين خراب" ؟

ذات يوم ، أنشدت رابعة : "إن صح منك الود يا غاية الرجا … فكل ما على التراب تراب" ، فهل بلغ الإخوان من الزهد مبلغها ، أم أنهم على العكس من ذلك ، كما يقول خصومهم ، ينشدون: ما لم يصح لنا الحكم يا غاية الرجا … فليكن ما على التراب تراب !

للإخوان – كغيرهم- أخطاء قد تغتفر ، خلافاً للخطايا ، فلو أن (مرسي) أدار ظهره لأمريكا ، وليس للشعب المصري ، وقطع علاقاته مع إسرائيل ، قبل سوريا ، ولو أنه انحاز للمجتمع ، لا للجماعة ، لحكم مصر ، مع كل أخطاءه ، ما شاء الله له أن يحكم.

يرفض الأخوان تدخل الجيش ، بينما هم تحديداً ، من يسر تدخله ، إن لم يفرضه ، وفي الوقت الذي يرفض فيه الإخوان (الفلول) ، منهم (فًل) الجميع… الأمر لا يتعلق بالحق القائم ، قدر تعلقه بالحب والود المفقود ، فمن كان فضاً غليظ القلب ، وإن محقاً، لابد وأن ينفض الناس من حوله ، وحين يتحدث الإخوان اليوم عن الشرعية المغتصبة ، يبدو مثلهم والشعب في ذلك ، كزوج متزمت ، يطالب بممارسة حقوقه الزوجية ، بينما تطالب هي بالخلع ، مرددة: أكرهك … طلقني !!

ويبقى السؤال… هل سيسفر اللقاء القسري بين رابعة والأخوان ، عن مراجعتهم لسياساتهم وتصحيح أخطائهم ، في مصر وفي غيرها ، أم أنها ستبقى هناك وحيدة زاهدة في ميدانها ، تنتظر موعداً قسرياً آخر..؟