الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٢ صباحاً

مازال السم في الوريد..!

خالد الصرابي
السبت ، ١٣ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
بكل الوان نتائج الواقع هي بشكل عام محصلة ربما ليست نهائية لجملة الدروس والعبر المستقاه من الانتفاضة الاولى "الثورة السبتمبرية "حتى وان كان فكر الحاضر بعيدا عنها كل البعد لكنها حقيقة مهما كانت هناك العديد من محاولات الخلاص منها الا ان ذلك يبقى من الامور الصعبة فاذا كنا قد تشربنا من بقايا مدها الثوري مواطن البطولة والحماس الثوري المتاثر كذلك هي التاثيرات السلبية المتقمصة لمكامن الخلل المتسبب في هيجانها واشعال فتيلها ,وهو ما يدركه الجميع بان نواتها هم تلك الكوكبة من الضباط الاحرار ونخبة المثقفين والذين اشعلوا فتيل الصراع الثوري بفكر ناضج علميا وثقافيا ومتشبع بكل معاني الحرية ,والمعنى متجسد اليوم في اعماق بعض القيادات تجاه الشريحة نفسها "الشباب"خصوصا بعد ثورتهم التغييرية المتطلعة الى مستقبل يواكب ثقافة التنوير في فكرهم ويحقق لما يهجس في خواطرهم من احلام .لكن العاشق الماثل ليس امام تطلعاتهم وحسب بل امام كل الاهداف الثورية لجميع الثورات والذي يعد اغتيال صريح دائما ما يقع من خارج السرب الثوري .فكيف يمكن للاهداف ان تتحقق ومناصب القيادة كما هو معتاد يتولها كل بعيد فكرا وارادة عن الثورة وهو دون ادنى شك واحد من اهم اسباب التقوقع المؤدي الى عدم الرضا عن كل ثورة ونتاجها بل ستحاول تلك العناصر ابعاد الشباب حتى من دوائر الضوء كون هذه الشريحة تبقى على الدوام رافضة ومقاطعة للنهج الاستبدادي الرجعي وكل ما يتضمن في نصوصه من اقصاء وتهميش ,وبدلا من سعي القوى المتنفذة الى استقطاب الحداثه كفكر متجدد يسري في عقول ودماء الشباب يحدث العكس من ذلك تماما حيث تسير الامور وفق نظريات قديمه للغايه ربما تقترب من التجهيل الامامي حتى لاتحدث غلطة ثورة الشباب السبتمبرية ,وهاهي الحقائق اقرب الينا من الخيال او مجرد السمع والتقاط المعلومة الطائشة فان القيود التي يكبلونا بها هي نتاج الخوف من هذه الشريحة الشبابية واحداثها ضجة القفزة العملية المتفردة بالوعي المعرفي والمستبعدة للفكر الجاثم على صدر الزمان بكل رجعيته المتاخرة لهذا لم نعد في الحقيقة بحاجة الى تغيير شخوص بقدر ما نسعى الى القضاء المبرم على بقايا السموم الجارية في وريد من تبقى من التيارات الرجعية المتاخرة فكرا وعقيدة .