السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٤ مساءً

الإيثار والديمقراطية والنموذج الأمثل للحكم في البيئة العربية

عبدالحميد جريد
الاثنين ، ١٥ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
يحاول الكثير من المثقفين والمفكرين اليوم غرس قيم الديمقراطية في عقول النشء ( الطفل ) من الصغر حتى يتعود أن يكون تعامله ديمقراطيا مع المجتمع وللأسف تركوا سمة أسمى تتمثل بالإيثار لذا أود التساؤل ماذا لوان المثقفين والمفكرين حاولوا غرس سمة الإيثار في الأطفال من الصغر ؟ و ينبغي أن نوضح الفرق بينهما والمتمثل كالتالي
الإيثار: مصطلح إسلامي يعرف بان يقدم الإنسان حاجة غيره من الناس على حاجته، برغم احتياجه لما يبذله، فقد يجوع ليشبع غيره، ويعطش ليروي سواه. قال محمد صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

بينما الديمقراطية : مصطلح سياسي غربي يوناني ويعني حكم الشعب، وان الشعب مصدر السلطات، وهذا المفهوم جزء من كيان الحضارة الغربية، وقد ظهر في الغرب كرد فعل للاستبداد والظلم والدكتاتورية التي شهدتها المجتمعات الغربية، وهي أسلوب من أساليب الحكم يقوم على الرأي العام، وانه نظام يستلهم شكله من رأي الأمة. والمعنى الشائع للديمقراطية في العالم اليوم يطلق على المجتمع الذي له إدارة سياسية تضمن الحد الأعلى من الحقوق والحريات الفرد ومن المفهومين السابقين نلاحظ أن الديمقراطية لم تزد الناس إلا جشعا وطمعا كبيرا فإذا ماغرسنا الإيثار في أطفالنا لما توصل اليمنيون إلى ثقافتهم الثأرية والى قتل بعضهم بعضا.
الديمقراطية مصطلح غربي غير قابل للنمو في البيئة العربية

من خلال الملاحظة لمايجري اليوم في الواقع العربي المؤلم نستنتج أن الديمقراطية كمصطلح غربي لا يمكن ان يعيش ويتأقلم في البيئات العربية وذلك من خلال ما نلمس على ارض الواقع من اقتتال بين الأخوة في البلد الواحد والوطن الواحد وفي البيت الواحد بعكس مايحدث في العالم الغربي وذلك من خلال الاختلاف على كل شي إلا مصلحة البلد وسياسته الداخلية والخارجية وهذا مايحدث بين كل من الحزب الجمهوري والديمقراطي في أمريكا . أما بالنسبة للديمقراطية في الوطن العربي فأصبحت عبارة عن حالة صراع وعنف بين جميع الأطراف السياسية والاجتماعية وليس ببعيد مايجري اليوم في مصر وفي اليمن وفي جميع الدول المستجلبة للمصطلح الغربي " الديمقراطية" هذا ماجعلنا نستنتج بان خصوصية البيئة العربية غير مناسبة للديمقراطية لذلك ينبغي على العرب أن يعيدوا حساباتهم في معرفة إطارهم المرجعي في كل مسميات نماذج الحياة السياسية التي تناسب بيئاتهم وثقافاتهم ( الشورى , الإيثار ...... وغيرها )حتى يتمكنوا من تطبيقها على الواقع بعيدا عن التقليد ومحاكاة الغرب وإرضاءهم .