الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣١ مساءً

انتهى زمن المراوغة يا صالح

الرأي القطرية
الأحد ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٦:٢٥ صباحاً
من المهم أن يدرك الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن زمن المراوغة والمناورة السياسية قد انتهى وولى إلى غير رجعة بعدما حسم الشعب اليمني موقفه من نظامه بإعلانه العصيان المدني حتى يتنحى عن الحكم ولذلك فان اعلانه عن استعداده للتخلي عن السلطة في الأيام القادمة بقوله:

"إن رجالا صادقين من العسكريين والمدنيين هم الذين سيتسلمون السلطة" ما هو إلا فرقعة إعلامية ومناورة أراد بها الخروج من أزمته بطريقة توحي للجميع بأنه مستعد لتسليم السلطة وأن هذا الإعلان الجديد من الرئيس صالح هو أيضا محاولة لجر اليمن لحرب أهلية لأن الجميع يدرك أن أمام صالح طريق واحد لاغيره وهو التنحي فورا وتسليم السلطة لنائبه وفقا للمبادرة الخليجية التى اصبحت مبادرة دولية يجب ان يلتزم صالح بكامل بنودها ومن بينها التنحي الفوري.


فالثورة الشعبية اليمنية خطت خطوات كبيرة ولن تنطلي عليها محاولات الرئيس صالح اليائسة لجرها للخضوع لارادته من اجل تسليم السلطة لموالين له عبر انقلاب داخلي يبعد نائبه الذى وافق على تنفيذ المبادرة الخليجية وان اعلان صالح الجديد هو تخل واضح عن المبادرة لانه لايريد التنحي وانما تنفيذ انقلاب داخلي يضمن له السيطرة على السلطة بتسليمها لرجاله رغم انه لا يملك من الرجال الا ابناءه وأبناء أشقائه الذين يسيطرون فعليا على الحرس الجمهوري والأمن من أجل حماية نفوذ العائلة.


إن صالح بتصرفه هذا جعل اليمن يعيش في محنة وأزمة طاحنة لايريد له أن يخرج منها لأن الخروج من الأزمة يعني خروجه من الحكم ولذلك فهو يتلكأ في قبول المبادرة الخليجية التي قبلتها المعارضة بجميع أطيافها ووجدت دعمًا عربيًا ودوليًا وعليه ان يدرك انه وضع نهاية مأساوية لنظامه بإصراره على السيرعمدا في الطريق الخطأ رغم ان المعارضة قد هيأت له الفرصة تلو الأخرى للخروج بشرف من السلطة ولكن من الواضح أنه لايريد إلا المواجهة بدلا عن الإذعان لإرادة الشعب اليمني الذي لا يرى بديلاً عن رحيله الفوري عن الحكم وتسليمه لنائبه.


إن الأوضاع باليمن مرشحة للتصعيد أكثر لأن الرئيس صالح يريد قيادة انقلاب يضمن تسليم السلطة للموالين له وأنه بذلك أجهض المبادرة الخليجية ووضع الجميع أمام خيارات جديدة وعليه أن يدرك أنه المسؤول الأول والأخير عن أى انفلات أمني قد يقود اليمن إلى حرب أهلية، فالتهرب من مواجهة الحقائق لن يجدى وأن المطلوب منه أن يعي درس تونس ومصر وليبيا لأن قادة هذه الدول الذين دكت شعوبها حصونهم ليسوا أقل ذكاء من صالح الذى يحاول شراء الزمن من أجل ترتيب وتوفيق أوضاعه من أجل حماية نفوذه عبر موالين له من عسكريين ومدنيين رغم أنه يدرك تماما أن ما يقوم به غير مجد ومجاف للواقع السياسي والعسكري باليمن .