الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٨ صباحاً

النفحة السابعة.. في التوكل على الله..

جلال الدوسري
الاربعاء ، ١٧ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
- قال الله تعالى : ( وتوكل على الحي الذي لا يموت ) الفرقان: 58.. وقال تعالى : ( وعلى ربهم يتوكلون ) الأنفال:2.
وقال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) الطلاق:3..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير) رواه مسلم. قيل : معناه يتوكلون ، وقيل : قلوبهم رقيقة.. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا ) صحيح الترمذي.. وأوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام : ( يا داود من دعاني أجبته ، ومن أستغاثني أغثته ، ومن أستنصرني نصرته ، ومن توكل عليّ كفيته ، فأنا كافي المتوكلين وناصر المستنصرين ، وغياث المستغيثين ، ومجيب الداعين)..

- فعلى العباد بمعرفة الله والإتكال عليه سبحانه في كل ما يتعلق بأمور دنياهم وآخرتهم ، فإنه من توكل على الله فهو حسبه ، والله جلا جلاله لا يرد أحداً من عباده خائبا....
ومن كلام الحكماء : من أيقن أن الرزق الذي قسم له لا يفوته تعجل الراحة ، ومن علم أن الذي قضي عليه لم يكن ليخطئه فقد أستراح من الجزع ، ومن علم أن مولاه خير له من العباد ، فقصده ، كفاه همه وجمع شمله..

- وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال : ( يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن تنفعك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعت على أن تضرك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) صحيح الترمذي..
- إن من يتوكل على الله حق توكله وهو واثق به سبحانه فلا يضره ولا ينفعه أحد إلا بمشيئتة سبحانه وتعالى.. ومن يتوكل على الله كفاه ، ومن دعاه لباه ، ومن سأله أعطاه ما تمناه..

وقال شاعر:
توكل على الرحمن في الأمر كله
فما خاب حقاً من عليه توكلا..
وكن واثقاً بالله واصبر لحكمه
تفز بالذي ترجوه منه تفضلا..

- وليس معنى التوكل أن نستسلم للأمر الواقع ، وندع الأمور تجري في مسارها حسب ما تسري لنا أو علينا ، بل يجب على العبد المؤمن أن يأخذ ويعمل بالأسباب ، التي سببها الله له أو عليه ، وأن يسعى ويجد ويجتهد مستعيناً بالله تعالى ، متوكلاً عليه.. فلا يمكن لرزقك أن يأتيك وأنت في دارك تنتظره دون أن تسعى في طلبه..

- اللهم إنّا بك آمنا ، وإليك أنبنا ، وعليك توكلنا ، وأنت معنا حيث كنا ، وكيفما كنا ، فوفقنا إلى طاعتك ، وحسن عبادتك .. وعافنا واعف عنا ، واغفر لنا وارحمنا ، ومن جود فضلك إرزقنا ، إنك على كل شيء قدير..