الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٤ مساءً

الإعلام ودوره في بناء الأخلاق

محمد علي وهان
السبت ، ٢٧ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
الإعلام بوسائله وأساليبه وبكل توجهاته يشكل عبئاً مجتمعياً حيناً ومنقذاً في حين آخر، فلو عدنا بالزمن للوراء حينما كان المجتمع بلا إعلام على هذا المستوى الواسع فسنلمس تأثيرات الإعلام اليوم، فمن جهة كان المجتمع سالماً من دخول الغريب الضار عليه من عادات وألفاظ وأفكار، ومن جهة أخرى كان الرأي مطموساً والانتهاكات لا تُفضح ليُحاكم فاعلوها، لذلك كان الإعلام اليوم حبل النجاة والمشنقة في آن واحد، وهو داؤنا ودواؤنا، فكيف نتعامل معه؟

حينما نتكلم عن الإعلام بشكل عام لا نستطيع أن نتجاهل الإعلام في رمضان الذي هو حالة خاصة وحرجة جداً، فكل الجهود تُكثّف طوال العام لإنتاج عمل هائل يخرج على الشاشة في رمضان، وعلى الرغم من وجود البرامج المفيدة والمثرية إلا أن الدراما الرمضانية باتت تشكّل انتهاكاً للحقوق وللسمعة وللأخلاق والمبادئ، ولأننا نعيش واقعاً عربياً إسلامياً أصبحنا نشعر بأن ما يصدر من الإعلام ينتهك ذات كل شخص ذي خلق وينتهك إنسانية كل فرد ذي مبادئ.

تعلّمنا من الإعلام أن الحرية باب مفتوح، وأن لكل شخص الحق في احترام حريته، وإن كنا نختلف مع المبدأ الأول إلا أن احترام الحقوق يكمن في احترام الشعوب التي تستنكر تلك المشاهد المُسيئة للكرامة، والأمانة في البث والنقل تكمن في مراعاة الأطر العامة في البلد والأخلاق المتعارف عليها والمُتفق على وجوبها، لذلك كان الإعلام الرمضاني ينتقص من قدر الإنسان ويعلي قيمة المادة والفحش، ويطمس الأخلاق ويعمم الحالات الشاذة، وما كان الإعلام الخليجي على وجه الخصوص يعبّر عن أهل الخليج الشرفاء!

كما أن الأدوار التربوية بدأت تتصعب شيئاً فشيئاً، ومسؤولية الوالدين لم تعد مجرد توجيه وإرشاد بل أصبحت مسؤوليتهما تكمن في تهيئة الأبناء لمواجهة الإعلام بحيث يكون قادراً على الغربلة والتقييم، فلا بد لنا من الإعلام الذي يصلنا بالعالم كله، وليس الحل بمنع أبنائنا بل بتعزيز الأخلاق عندهم وزرع المبادئ السليمة فينفتح على العالم بثقة ويكون محصناً ضد الإعلام الرمضاني المُخجِل.

دوري ودورك قارئي العزيز في عدم التسويق لكل ما لا يعبّر عنا، ودورنا في المطالبة بإعلام ذي كفاءة في أداء عمله ونشر برامجه، إعلام يحترم المُشاهد ويقدّر مبادئه، وفي تنشئة جيل واعٍ صاحب مبدأ يرفض الابتذال، وفي الحفاظ على رمضاننا من أن يُخدش بمناظر لا تليق به وبألفاظ لا تحترمه.