السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٦ صباحاً

سـجـل !!! أنا يمني

وليد الوتيري
الأحد ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:٣٧ مساءً
منذ طفولتي وانأ ابحث في كياني ومحيطي عن انتمائي والشعور اللامتناهي لحب وطني ولماذا أحبه ؟ ودائما اشعر بالنقص والحزن أنني أحب هذا الوطن ولا أجد فيه ذلك الفضاء الذي يتسع لطموحاتي , أحاول قراءة كتب التاريخ والأساطير القديمة والقصص لعلي ابحث عن ذاتي وقوتي فيها ولكني أصاب بخيبة الأمل كوني لا أجدها في واقعي الذي أعيش فيه .
قرأت قصص اليمن منذ قصة بلقيس ونبي الله سليمان وصولا إلى مذكرات البر دوني في كتابه (اليمن الجمهوري ) وكنت افخر بأني يمني واني انتمي إلى هذه الأرض الطيبة ولكن حالتي تجرني إلى لسان حال أخر يقول :

ليـــــس الفـــتى من قال كان أبي إن الفــــتى من قال هــــاأنـــذا

لقد كنت وانأ في مدرستي أحب المدرسين العرب (مصريين وعراقيين ) أحبهم جدا واسألهم عن وضع بلدانهم واسمع إليهم وازداد كرها لواقعي الذي أعيش فيه , وعندما يعود من يذهب إلى خارج البلاد نستمع إليه ونرى ما سيقول عن تلك البلاد التي زارها ويزداد كرهي لواقعي في هذه البلاد التي أحب كل شبر فيها لأني لا أرى في بلدي سوى التخلف والفقر وكل من يحيطون بي يحلم بالهجرة منها والانتقال إلى بلد أخر .

فانظر إلى واقعي وحياتي لأرى الظلام في كل ناحية لقد احرمني هذا النظام الديكتاتوري حتى من طفولتي وان احصل على لعبة تشبع تلك الطفولة البريئة , وبدأت أعاني مع والدي صعوبة الحياة فأحزن لحزنه وافرح لفرحته وأصبحت كلما كبرت وتقدمت في العمر اشعر بان هذا الوطن يضيق بي ولا يتسع لطموحاتي وأحلامي وكلما أقدم على طموح أرى ما بعده مجهول لا يدفعني للاستمرار فيه .

أتذكر انه في بداية معرفتي بوسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت وأثناء إدخال بياناتي أحاول إخفاء جنسيتي لأني أرى العالم ينظر إلى اليمنيين بازدراء وحسرة وعندما يسألني احد أصدقائي من الأشقاء أو الأجانب من أين أنا ويعرف أني يمني إما يستغرب عن أسلوبي في التحدث معه لأنه يعتقد إن اليمنيين متخلفين وليست عندهم أي ثقافة أو انه يتجاهلني أول ما يعرف جنسيتي .

أما ألان وبعد إن خرج الشعب اليمني بجميع مكوناته يرفض الاستعباد ويرفض الذل والتخلف الذي طالما وصفنا به هذا النظام المستبد الظالم , فرفضناه ورفضنا كل العادات السلبية التي حاول إن ينشرها فينا ولسان حالنا اليوم :
شعب تفلت من أغلال قاهره حرا فأجفل عنه الظلم والظلم
وصرخنا أننا شعب يريد الحياة ولا يضيع حق ورآه مطالب فسمع العالم لنا وما كان تسلم الثائرة توكل كرمان لجائزة نوبل للسلام إلا لأننا ثرنا وصمدنا وناضلنا فأنصت العالم لصيحاتنا وامنوا بعدالة قضيتنا فأصبحنا صناع سلام بدلا من إن كنا قنابل موقوتة وثعابين سامة وإرهابيين وصرنا ننشد التقدم والرقي بعد إن كنا متخلفين ورجعيين وفاتنا القطار .
وقد تحققت فينا نبؤه الرسول الأعظم محمد (ص) القائل ( أتاكم أهل اليمن ارق قلوب والين أفئدة , الإيمان يمان والحكمة يمانية )
فأقول للعالم وبكل فخر واعتزاز .......... سجل !!!!!! أنا يمني

واسأل التاريخ عني
إنـــــــــا يمــــــــني