الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٥ مساءً

الحمل في القاهره والغثيان في صنعاء

عبدالله محوري
الأحد ، ١١ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
لكل حالة حمل سياسي حقيقي في مصر يكون لها في اليمن اعراض حمل سياسي كاذب يصاحبه غثيان و طراش الوحام عبر وسائل الاعلام المملوكه لناهبي خيرات البلاد من شركاء الحرب والانتصار لعام 94.هذا الحمل الكاذب هو نوع من العمل السياسي المصحوب بغثيان وطراش اعلامي يزكم الانوف ويتعب الامعاء و يقطع انفاس اصحابه قبل ماتزكم انوفنا كمواطنين مغلوبين على امرنا من تردي الاوضاع الامنيه والمعيشيه ,و الانقطاع الدائم للكهرباء والتخريب الدائم للبنيه التحتيه زايد الاعمال الارهابيه من قبل سماسرة البغي والمنكر ارباب الفساد زنادقة العصر في السياسه والوطنيه الزائفه المتربعين على مقاليد البلاد و رقاب العباد منذ عشرات السنين.

بعد الاطاحه بنظام مبارك حبلت مصر حبلا حقيقيا بحكم الاخوان المسلمين , وكانت بدايه غثيان وطراش الحمل الكاذب ظاهره للعيان في اعلام الاخوان في اليمن ,حيث صالة النخب السياسيه وجالت عبر وسائل الاعلام المملوكه للاخوان وكأن انتصار الاخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسيه المصريه سوف يتبعه انتصارا اوتوماتيكيا للاخوان في اليمن.نسو الاخوه في اليمن أن الفرق بينهم وبين الاخوان في مصر شاسع جدا ولا توجد مقارنه اطلاقا بين الحالتين .الاخوان في مصر لا يملكون جيش ولا اسلحه ثقيله ولم يشاركوا في الحرب على بعض فئات الشعب المصري, ولا عندهم معاهد تكفيريه متخصصه في تفريخ الارهابيين ولا مشايخ دين وظيفتهم اصدار فتاوي تحليل دم الشعب المصري .

حتى جاء دور الانقلاب العسكري المصري بقيادة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بولادة مرحلة سياسيه خطيره الغت الانتخابات الشرعيه التي اوصلت الرئيس الاخواني محمد مرسي لسدة الحكم ,وعلى أثرها ادخلوا مصر في دوامه العنف الدموي التي تنذر بعواقب وخيمه قد تؤدي لحرب اهليه لاسمح الله . فجأة بدأ غثيان ,وطراش انصار الزعيم صالح المصابين هذه المره ايضا بالحمل الكاذب بعد الانقلاب العسكري الذي اعتبره انقلابا عسكريا فاشلا على شرعية الرئيس المصري محمد مرسي .هذا الطراش الاعلامي ماهو الا نتيجة الغثيان الاستعراضي الذي يدخل تحت بند المماحكات السياسيه من قبل صالح وانصاره .ان يحلم الانسان فهذا رائع ومفيد ايضا لكن ان يحاول الانفصال عن جاذبية الارض بدون سلطان ,فهذا تفكير سطحي بسيط متسرع غير عقلاني بعيد عن الواقع الذي نعيشه.

صالح وانصاره لم يتمكنوا من السيطره على نصف صنعاء تقريبا ايام كانوا يملكون الحرس الجمهوري والرئاسي والامن بانواعه ,فكيف يستطيعون اليوم الرجوع للحكم بواسطة انقلابا عسكريا؟صحيح ان الهيكله لاتزال في بدايتها لكنها اقوى من اي اختراق خطير يؤدي الى حد الانقلاب العسكري .هذه الحقيقه يعرفها صالح وانصاره الموقعين على المبادره الخليجيه التي تحميها قرارات الامم المتحده المذيله بالفصل السابع التي بموجبها يعاقب من يحاول عرقلة المرحله الانتقاليه.الزعيم يعرف حدوده بامتياز ولا يستطيع مغادرة الملعب رغم دعمه المادي واللوجستي لتخريب المرحله الانتقاليه عبر اعوانه من المخربين والارهابيين بشهادة الشيخ طارق الفضلي . قوة صالح وانصاره هي اعلاميه كلاميه هلاميه على شكل الالعاب الناريه في اعياد رأس السنه الميلاديه بهرجات لن تعيد الحكم العائلي مهما تحذلقو .

ذكر اعلامي من انصار صالح ان ازالة متارس الحرب من شوارع العاصمه صنعاء ليس انجازا وطنيا يستحق الرئيس هادي التفاخر به متناسيا اخونا الاعلامي ان هذه المتارس كانت تهدد فصل شمال العاصمة صنعاء عن جنوبها على غرار نموذج تقسيم بيروت إلى شرقية وغربية في سنوات الحرب الأهلية.هل هذا نوع جديد من الطراش الناتج عن الغثيان المضحك المبكي؟ كما يقول المثل شر البلية ما يضحك.اذا كان نزع فتيل الحرب وحقن دماء الناس الابرياء مش عاجب انصار صالح ترى ماذا يُسميه الرئيس هادي حتى يكسب رضاهم ؟ يضاف الى هذا الانجاز الوطني لهادي دون منازع تحقيق هيكلة الجيش والامن وتسريح كل افراد الاسره الحاكمه الى الابد غير مأسوف عليهم.

نتمنى ان تكون المهمه القادمه للرئيس هادي هي تسريح جيش الفسادين من الجانبين حتى نستطيع الحصول على مساعدات من الدول المانحه بعد تشكيل حكومه مؤهله وكفؤة من الناحية الادارية والتنظيمية و خاليه من الفساد و المركزية و تمتاز بالشفافية ,حتى تستطيع ادارة وتوجيه عجلة التنميه الاقتصاديه مع توظيف الامكانيات والموارد المتاحة بما في ذلك الدعم الاجنبي الذي يخدم اغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية .

في مايو 2013 قال الاخ الجندي الناطق الرسمي للمؤتمر وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي ان الرئيس هادي هو مرشح المؤتمر للانتخابات الرئاسية المقبلة . هذا طبعا مرهون بنجاح مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء .اما اذا قدر الله و فشل المؤتمر فلا يوجد امام الجميع اي خيارات اخرى سوى التمديد لهادي وهذا وارد جدا.وعليه يجب على جميع الاخوه في المؤتمر والمشترك التحلي بالصبر حتى لا يصاب الحالمون بغروب شمس هادي باكرا بخيبة امل يرافقها غثيان وطراش لسنوات قادمه قد تقصر او تطول .