الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٨ صباحاً

مشهد الدماء .. ألا يؤذينا ؟!

أحمد مصطفى الغر
الجمعة ، ١٦ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
قالوا أن من باب الانسانية ، ومن بعدها الأديان ، ويتبعها فى ذلك حقوق الانسان.. أن دماء البشر معصومة إلا ما نصت عليه الأديان و ما أُخذ غنها من قوانين وتشريعات .

وفى أحداث الاربعاء 14 أغسطس من العام 2013 فى مصر حدث ما خالف ذلك ، أنا هنا لست بصدد الحديث عن أى الفريقين كان على الحق و أيهما كان على الباطل ، فربما قد فندت هذه النقطة مئات ، بل ربما الالاف المقالات التى كتبها آخرون على مدار الاسابيع الماضية ومنذ أن تم عزل الرئيس المصرى محمد مرسى ، وتم إسقاط الدستور وحل مجلس الشورى ، وما تلى ذلك من أحداث ، لكننا بصدد الحديث عن نقطة أهم من الديموقراطية والشرعية ، وأهم حتى من الاستقرار المزعوم .. إنها الدماء !

لقد صار مشهد الدماء أمرا مألوفا لدى كثير من المصريين ، باتت الجثث والضحايا لا تمثل لبعضهم سوى أرقام وأعداد تتناولها وزارة الصحة و الفضائيات والصحف ، لم تعد الارواح ذات قيمة فى نفوس بعض الأحياء الباقيين على قيد الحياة ، وهذا هو أخطر وأسوأ التحولات التى شهدها المجتمع المصرى منذ 30 يونيو 2013 حتى اللحظة.

يقول النبى الكريم : " لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق" و " لهدم الكعبة حجراً حجرا أهون من قتل مسلم " ، لكن يبدو أن وقت الحديث عن الدين قد انتهى ومع تكرار بعض من يصفون أنفسهم بالنخبة بأن مصر دولة علمانية بالفطرة ، لذا فإنه و إن إفترضنا الدين ليس له تأثير أو وجود فى حياة المصريين ، فهل يمكن للانسانية أن تفى بالغرض ؟

هل يمكن أن تعيد للنفوس عدم الرغبة فى القتل أو التشجيع عليه و المطالبة بمزيد من الدماء ، حتى ولو كانت الغايات النبيلة التى يدّعيها البعض هى: الاستقراروالهدوء والأمن ؟ ، فقط أذكر .. بأن ما من إستقرار يقوم على فوهات البنادق ، ولا يجب أن ننتظر هدوء أو أمن طالما بقى الشارع منتفضاً والنفوس غير صافية أو متصالحة فى ظل إعلام يزيد من كراهية الأخر ويغذى الفتنة والانقسام.