الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٧ مساءً

يا جيش مصر.... العار اطول من الأعمار

عمرو محمد الرياشي
الأحد ، ١٨ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
مازال البعض يعيش الحلم ولا يكاد يصدق كيف سقط وانتهى نظام مبارك فقد كان مجرد التفكير بكيفية ازاحة حكم مبارك ونجليه بمثابة الخيال السياسى حتى تحقق سقوط مبارك واصبح واقع لكن سرعان ما افاق البعض على هذا الواقع وشهد انقلاب عسكري اطاح باول رئيس مدني منتخب في مصر (محمد مرسي ) شاء المتحكمون بمصير مصر بعد مشيئة الله ان لا يكون ازاحة مبارك المشهد الأخير فى فصل حكم مصر عن دراما مأساوية استمرت عشرات السنين .

لم يكن قيام الجيش المصري بالانقلاب على شرعية اول رئيس مدني وإتباعها بمحرقة هولاكست الا لتقديم دماء المصريين قرباناً للحفاظ على أمن ومصالح الجيش المصري المرتبطه ارتباط وثيق بالكياني الاسرائلي والمصالح الامريكية في المنطقة تحت مظلة معاهدة السلام الاسرائلية المصرية...

ما جرى من سفك للدماء سيظل عار على الجيش المصري لن ينساه ابناء مصر ... سيفنى عمر الانسان وسيظل عار الجيش المصري يبقى جيل بعد جيل .

هذه المحرقة والإباده الجماعيه التي قام بها الجيش المصري تمت بخيارات دوليه و مساهمه من اركان النظام السابق من قيادات الجيش والمتحالفين معه من بعض القوى العلمانيه والليبراليه شاركت الجيش في المخطط الإنقلابي من أجل إعادة رسم خارطة طريق لعودة نظام يحمل بصمه نظام مبارك بعباءة اقليميه ونقش دولي واضح الملامح .

وبذلك يكون الرئيس القادم لمصر ممثلاً للنظام السابق فسيخلع بزته العسكريه ويرتدي البدله الرسميه مع ربطة العنق ليعود الوضع البولويسي ان لم يكن اشد سوء من قبل 25 يناير ... خصوصا ان الجيش والامن اصبحا الداعمان الرئيسيان للفوضى في مصر وللبلطجه وتحولت مصر من حكم الدولة الى حكم جماعة مستبده تقود مصير الشعب المصري الى المجهول وفقا لأجنده اسقاط مصر وتفكيكها .

انها ببساطه شديده لعبة اللصوص بالقوانيين والتشريعات وتحريف النصوص لتبرير القتل وابقاء حال مصر الشعب والدولة في قارورة مغلقه سياسيا واقتصاديا وعسكريا وتبقي مصر مجرد دولة ضعيفه يتحكم بها ارذال القوم .

فعلا لقد أظهروا تفوقهم على الشيطان لجرم وبشاعة جرمهم ومسلكهم لإعادة مصر لحكم الطغاة وذوى النزعة والنفوذ الاستبدادى الذين قتلوا شعوبهم وسرقوا منهم لحظات العمر وأفقروا وأفسدوا البلاد والعباد، فبعد 30 عاما من القمع والتنكيل والتعذيب الوحشى والقهر فى سجون ومسالخ مبارك والعادلى ومباحث أمن الدولة

يصرخ ويتساءل الكثير على سنوات العمر التى ضاعت وكيف يتم من جديد إحياء اسطورة الطغاة فى مصر وماكينة الفساد .

لكن مالهدف الداخلي للإنقلاب العسكري والمجزرة في رابعة؟

تدشين مجزره رابعه العدويه واسقاط مرسي ليس الهدف وحده مجرد السيطره على انصار مرسي والقوى الاسلاميه كما يروج له ذباب الاعلام السياسي الذي يقتات على فضلات الموائد وشيكات بيع المباديء والأوطان .

ولكن حقيقة الامر ان الهدف هو السيطره على الشارع المصري كله بكامل توجهاته وإعادة البوصله الى ما قبل ثورة 25 يناير لتجذير وترسيخ حكم العسكر في مصر .

وفي احسن الاحوال من سيتقلد منصب رئيس الجمهوريه بمصر سيكون مرجعه للجيش المصري وعليه الحذر ثم الحذر مجرد التفكير بالاقتراب من محاسبة المؤسسة العسكرية او الامنيه او التدخل في فساد رموز الجيش المصري خصوصا ان ميزانية ومصروفات ومخصصات الجيش تحمل ملفات خطيره ولا يمكن لأحد الاقتراب منها .

فقد اثبت الجيش المصري بما لا يدع مجالا للشك بأنه جيش غير محايد ومتخم بالفساد الذي وصل الى نخاع الجيش المصري ... وقد لا يروق لكثير من القراء ذلك ولكن شئنا ام ابينا فالجيش المصري ما زال يرتبط بعلاقة مع النظام القديم فالكثير من قيادات الجيش المصري ينتمون الى كبار المستثمرين في الباطن ولهم رؤوس اموال واستثمارات مشتركة مع رجال الاعمال والسياسيين من رجالات نظام مبارك .

فقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"الامريكيه أن المساعدات العسكرية للجيش المصري المقدره بحوالي 1.3 مليار دولار سنوياً ساهمت في خلق شبكة من الصفقات الداخلية والفساد في الجيش.

خصوصا بعد نجاح الرئيس السابق حسني مبارك وجنرالاته من الطبقه الرفيعه من تحويل الأموال التي يحصل عليها الجيش من الولايات المتحدة

ويكفينا ما قاله الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأميركي "مايكل كولينغز" الممثل للملحق العسكري الأميركي في مصر بين عاميّ 2006 و2008، " عن تفشي الفساد في المراتب العليا في الجيش المصري ، واشار إلى أن الشعب المصري يستحق أفضل من ذلك... وأوضح انه حين كان في مصر أخبره القادة العسكريون عن خطة يوزع بموجبها مبارك الأموال على قادة الفئات المختلفة في الجيش من بحرية والقوات الجوية والقوات الدفاعية من اجل الولاء له .

طبعا امريكا تعلم الامر جيدا وقد قدم لها تقرير مفصل بالامر لكن وزارة الخارجية الأميركية اكتفت بالرد على التقرير بأن المساعدات تساعد مصر بالمحافظة على قوة دفاعية قوية ومنضبطة ، وهو أمر ضروري في هذا الوقت".

و ايضا جاء في تقرير لمنظمة «الشفافية الدولية» أن أجهزة الدفاع والأمن كان لها دور ملموس في الاضطرابات الإقليمية، ويجب أن تستغل زخم التغيير لتجري إصلاحات من الداخل وخلص التقرير النهائي إلى أن مؤشر الفساد للجيش المصري مستفحل نظرا لأن الجيش هو عنصر مهيمن في السياسيه وله نصيب ملموس في القيادة السياسية، فتصبح قضية الفساد في قطاع الدفاع أكثر إلحاحا».

وبذلك لا يتوافق ولا يتناسق سياسيا و اداريا وجود ايدلوجية فساد عسكري مدعومة من الخارج للحفاظ على مصالح دوليه واقليميه مع تواجد حكم مدني يأتي الى حكم مصر من رحم معانات الشعب المصري .

حيث ستكون مصالح الكثيرين مهدده سواء اكانوا بداخل مصر او خارجها لا سيما معسكر الاغنياء والمنتجعات والابراج وناطحات السحاب .. فكيف يكون رئيس مصر اكبر دوله عربية سكانا وثقلا سياسيا (محمد مرسي ) يسكن في شقة إيجار و لديه ابن عاطل واخر مهاجر خارج مصر يبحث عن رزقه...

والا لماذا صمت الجيش المصري 30 عاماً على فساد امبراطورية حسني مبارك وحزبه ثم يأتي بعد سنة واحدة ليعلن وقوفه مع الشعب المصري خلف حركة سياسية مجهولة الهدف والمصدر (حركة تمرد) من اجل قتل ديمقراطيه حقيقيه كانت حلماً للشعب المصري .

لكن مع الاسف انخدع الكثير بالمعسكر الاخر الذي التحق به العلمانيون والليراليون ومعهم فنانات السيقان الناعمه لتعكس لنا عن حقيقة ثورة عفن صنعها الجيش المصري ليخرج من خلالها عن مهامه واخنصاصه الدستوري ليستمر في رضاعة التبعيه الامريكيه وحلفائها ............ لكنه العار !!!!

ولذا من المعلوم ان سر مفتاح التحكم بمصر وبسياستها مرتبط بشكل مباشر بالعلاقة الامريكية مع قيادات المؤسسة العسكريه المصريه فأمن إسرائيل أولوية قصوى لأمريكا و إبقاء الكياني الاسرائيل في مأمن يعتبر هدف أمريكى كلاسيكى من اجل ستقرار وتمرير مصالح امريكا في المنطقة.

فقد صرح الدبلوماسى السابق دانيل كوتزر فى شهر يناير السابق وقال (كسبنا أكثر من 30 عاما من علاقات قوية مع أهم دولة فى الشرق الأوسط.. أنفقنا مليارات الدولارات.. ولكننا حصلنا على عائد كبير جدا: اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل.. وحليف فى منطقة يعلم كل أمريكى أنها غير مستقرة وقد تشكل خطرا كامنا علينا ) .


اخيرا

ظهور محمد البرادعي على المشهد السياسي المصر وكأنه المهدي المنتظر الذي سيخلص مصر من مشاكلها منذ عهد مبارك حتى بروزه كمعارض لوجود الاخوان وإنتهاءً بتقديم استقالته يظهر جيدا وبشكل واضح دور المحور الخارجي عبر هذه الشخصيه التي كان لها دورا سلبيا في اسقاط العراق .

وقد نجح المخطط واصيب النسيج الإجتماعي المصري بالانقسام وتم بالفعل تمزيقه عبر نشر ثقافة الاقصاء والعنف التي إسترخصت الدم المصري وجعلته وقودا سياسيا لإسقاط مصر وشعبها ... حيث سيقود المشهد الحالي السياسي من قتل وعنف الى انقسام الجيش المصري و قد يكون للعقوبات الدوليه محطه هبوط بمصر !!!!!!