الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥١ مساءً

مصر ... السفينة ... القائم على حدود الله و الواقع فيها

أمينة الحيدري
الجمعة ، ٢٣ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم اعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروراً على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا ، فإذا تركوهم وما أرادو هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) رواه البخاري
شبه رسول لله المجتمع بالسفينة ، فنصيب الإنسان في هذه الدنيا مثل نصيب الاقتراع ، و كل له حقه بسهمه.

- هؤلاء القوم شعروا أنهم أذوا من فوقهم بنزولهم و طلوعهم خلالهم " في قمة المشاعر الإنسانية" ، فكانت وجهة نظرهم أن يخرقون خرقا في سهمهم لحل المشكلة التي يشعرون به

- هل فكر هؤلاء القوم بعقلهم أم بمشاعرهم؟

- حكمهم صادر عن خبره عاشوها و حسوا بها فنتج حكمهم بما يوافق خبرتهم و من واقع حالهم

- فرؤياهم و حكمهم محصور فقط في خبرتهم التي عاشوها و غاب عن عقلهم الصورة الكاملة للواقع فهم يعيشون بداخل سفينة فوق البحر ، لو خرقت لغرقت السفينة و غرق كل من فيها، فهل لو رأى هؤلاء القوم الصورة الكاملة هل كانوا سيقررون خرق السفينة طبعا لا.

- القائمون على هذه السفينة ، لديهم الرؤيا و الخبرة و الصورة الكاملة عن واقع الحال.

- فلو ترك القائمون هؤلاء القوم ان يفعلون في نصيبهم و سهمهم ما يشاءون لغرقت السفينة و مات الجميع.

- فلابد من الاخذ على ايدي هؤلاء القوم بان يمنعوا ان يفعلوا ما يشاؤن في نصيبهم و سهمه وهو حق لهم ، لكي ينجوا جميعا.
و هذا تماما ما يحدث في مصر
القائمون على السفينة هم الجيش المصري ، و القوم الذين ارادوا خرق السفينة هم الاخوان المسلمين.
من قوانين الحكومة المصرية في دستورهم المصري القديم و الجديد الذي وضعه الاخوان انفسهم ... ان من حق الجيش ان يتخذ أي قرار يراه في مصلحة مصر ، و هذا ما فعله منذ بداية الاحداث .

- اتخذ الجيش قرار عزل مبارك و كان من حق مبارك ان يبقى في الحكم و يستمر الى نهاية فترته مهما كانت خلفية حكمه ، فعندما راى الجيش ان واقع الاحداث تنذر بحدوث كوارث و زلازل و خطر على مصر اتخذ كل القرارات المناسبة في حينه على حسب واقع الحال.

و استمرت الأحداث و كلنا يشهد ما يحدث في مصر
عام كامل منذ انتخاب محمد مرسي و مصر تتهاوى في الغرق ، و ليس لان مرسي فاسد فهو لم يحكم و لم يتمكن من الحكم .
فمساوئ ضعف حكم الرئيس محمد مرسي على مصر و شعبها أضعاف من فساد الرئيس محمد مبارك

- الرئيس محمد مرسي واجه الكثير من العقبات و لم يتمكن ان يتجاوز أي عقبه بحكمه و برؤيا واضحة تجنب مصر الغرق.

- لم يستطع ان يكون أي تحالفات مع قوى المعارضة على العكس تماما فقد الكثير من الناس المخلصين حوله لتنفيذ اجندات بعض من الاخوان الذين لديهم تصورات عن الوطن الكبير الاسلامي و المتحرقين شوقا ان يحكموا من المحيط الى الخليج.

- الاخوان يشدونه من جهة ، و ليس لديهم أي خبرة في الحكم او السياسة او الاقتصاد ، مجرد تصورات و واقع حالهم يدل على انهم يجربون و يتخبطون ... و القوى العظمى منتظره هذه النقطة للانقضاض و اكل الفريسة.

- امريكا تضغط عليه بكل الطرق ان يسلمهم سيناء و قناة السويس خاصة .. و تلعب معه لعبة " الجزرة و العصا " متمثلة في " محمد البرادعي " و قوى تحالفاته التي نظمها .. " كما حدث معنا في اليمن ... تحكمت في قناة باب المندب فبعد المندب لابد من قناة السويس للتحكم في اقتصاد العالم"

- معارضة قوية جدا متمثله بكل القوى الثورية ضد عقلية الاخوان الذين نفروا المجتمع المصري منهم و الاعلام ، و متمثلة بكل مراكز القوى الاعلامية في مصر و السياسيين السابقين و التجار الكبار و رؤوس الاموال العظمى من داخل مصر او خارجها ، صاحبه سقوط اقتصادي واضح في كل مصادر الدولة و الناس و ان كان مدعوما مؤقتا بقطر و امريكا اعلاميا.

الرئيس محمد مرسي و اخوانجيته و ان كان من حقه البقاء في الحكم ، لكن الصورة الكاملة لواقع الحال تنذر بغرق مصر .. فكان لابد من القائمين عليها و هم الجيش المصري ان يأخذون على يديه و ايديهم.

- و هذا ما فعله تماما الجيش المصري عزل محمد مرسي كما عزل محمد مبارك .. لان الصورة الكاملة واضحة الرؤيا لديه و اكيد ما خفي كان أعظم.

- الرئيس محمد مرسي ضعيف و ليس لديه خبرة فلم يستطع ان يحكم و هذا رأي الكل... فعزله الجيش و هذا من حق الجيش تبعا للقانون المصري ... و لكن الجيش لم يعزل الاخوان المسلمين في قرار العزل.

- فماذا حدث من جماعة الاخوان المسلمين اعتبروا ان ما حدث موجها عليهم و ضدهم ... و حملوا السلاح و قتلوا الجيش و عناصر الامن.

- اعتراض الإخوان المسلمين على قرار الجيش و حملهم السلاح ... قتلوا أنفسهم بأيديهم و انهوا كل حياتهم السياسية في الوطن العربي فمن بعد الآن سيثق فيهم.

- عندما عزل مبارك و هو فاسد ، لم يخرج أنصار مبارك يحاربون ضد الجيش و يقتلون أبناء القوات المسلحة اعتراضا على حكم القائمون على المجتمع. " و هذه تحسب لمبارك و أنصاره على رغم فسادهم" ... و لكن الاخوان حملوا السلاح و قتلوا الناس العزل و الجيش " و هذه تحسب ضد الاخوان" ... لذلك سيبقى انصار مبارك رغم فسادهم ... و ستنتهي شوكة جماعة الاخوان في المجتمع المصري .. و لن يزيد انصارهم و انما سيقلون.." حولوا انفسهم الى عصابة ارهابية ..الكل يلاحقهم ".

- لو انصاع الاخوان " و ان كان الحكم حقا لهم " .... لامر الجيش " القائمين عليها ".... و استفادوا من تجربة الحكم هذه و استخلصوا نقاط ضعفهم .. و بقية رؤيتهم و حملتهم و جماعتهم سلمية و حتى و ان اختلف البعض معهم .. كانوا سيظلون طرف صعب جدا في معترك السياسة المصرية ..و لكان المجتمع المصري و الدولي متعاطف معهم .. و ربما لو اهلوا نفسهم في المستقبل لنفذ امرهم.


الخلاصة ..
العجلة من الشيطان و تحرق قيادات الاخوان لاستلام الحكم في الوطن العربي ... اسقطهم ... ما يحدث في مصر هي الضربة القاضية لجماعة الاخوان المسلمين في الوطن العربي ... لم يسقطهم الجيش و انما هم من اسقط انفسهم .. الكل كان متعاطف معهم الى ان حملوا السلاح و قتلوا الناس ..
كلنا مسلمون .. و دين الله لا يتمثل في جماعة فالدين لله ... كلنا نريد تحكيم شرع الله ... و لكن حكم الله و شرعه لن يعم في ارضه على جثث الناس .. لن يحكم شرع الله الا اذا اقتنع البشر به و ارادوه و اعتقدوا به ...فهذا هو مبدا الايمان و التخيير للبشر ... و هذه سنة الله في خلقه .. كل انبياء الله كانت دعوتهم سلمية و لم يحمل نبي او رسول على وجه الارض السلاح و ارغم الناس على الايمان بالله و تحكيم شرعه .. عندما حمل رسول الله صلى الله عليه و سلم السلاح و حارب حمله دفاعا عن مجتمعه و لم يحمله لارغام الناس على الايمان بالله.