الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٢ مساءً

المسلمانى يحاور نفسه !

أحمد مصطفى الغر
الأحد ، ٢٥ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
لو جاز لنا أن نتحدث عن أهم وأخطر أزمة تمر بها مصر منذ ثورة 25 يناير حتى ألان ، لكانت هى أزمة الحوار من أجل التوافق والاصطفاف من أجل المصلحة الوطنية ، فالحوار المفقود كان سببا فى هذا التدهور الذى نشهده بين الحين والآخر .


فلو أن لمبارك وقتاً ألان يقضيه فى التفكيرفى الماضى ، لتذكر الحوارات الهزلية التى كان يعقدها نائبه "عمر سليمان" مع القوى السياسية الكرتونية .. بينما يهتف الشعب فى الشوارع برحيل النظام ، رحل مبارك لكن ازمة الحوار ظلت قائمة ، فالمجلس العسكرى تولى دفة الحوار فإختلف القوم الذين كانوا متحدون بميادين الامس ، و زاد إختلاف الرفقاء مع إستحواذ الإخوان على كثير من مناصب السلطة و مفاصل الدولة .


فتحولوا من رفقاء الى فرقاء ، وبعد عزل مرسى نادت الرئاسة المؤقتة إلى حوار للمصالحة .. فلم يحضره سوى القوى السياسية التى وقّعت على خارطة الطريق .. والتى هى متفهمة كل ما يحدث بالفعل وليست على أى خلاف مع السلطة القائمة ، فلماذا يتحاورون معهم ؟! ، الأمر يذكرنى بفترة حكم الاخوان عندما كان "مرسى" يدعو الى الحوار .. فلا يحضره سوى القوى و الاحزاب الاسلامية ويغيب عنه أحزاب جبهة الإنقاذ المعارضة فى حينها والمتربعة على السلطة ألان.


"أحمد السملمانى" المستشار الاعلامى للرئاسة المؤقتة ، والصحفى والاعلامى سابقا بإحدى الفضائيات الخاصة ، وأحد أشهر رسامى الخرائط فى البرامج التلفزيونية .. إن لم يكن الأشهر على الاطلاق .. يقوم مؤخرا بجولات حوار مع القوى السياسية المختلفة ، الغريب أن الرجل يتحاور أيضا مع نفس القوى والأحزاب التى هى متفقة و على قناعة تامة بكل ما يحدث ! ، فيظل السؤال السابق قائما: لماذا يتحاورون معهم ؟!


فكل ما سيقوله "المسلمانى" فى هذه الحوارات واللقاءات الى من يلتقى بهم سيكون هو نفسه ما سمعوه من قبل .. سواء من وسائل الاعلام أو رجال السلطة الجدد ، و ردودهم إليه ستكون هى نفس الردود والموافقات والتفهمات التى كثيرا ما ادلوا بها من قبل ، فلماذا يتحاورون ؟


يبدو وكأن المسلمانى يحاور نفسه ، أو ربما إستشعر الغربة لطول غيابه عن الشاشة فقرر أن يتصدرها مرة أخرى ولو حتى بعيدا عن برنامجه ، فقد باتت صوره وتصريحاته تظهر فى صدر الصفحات الأولى للصحف فى طبعتها الأولى ، لقد تحول الرجل الذى يقرأ "الطبعة الأولى" إلى رجل مقروء فى الطبعة الأولى للصحف والمجلات ، ويبقى دائما السؤال : ما فائدة الحوار ؟