الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٥ صباحاً

لماذا انعقاد مؤتمر الشباب في الثامن والعشرين من شهر أُغسطس؟

د. علي مهيوب العسلي
الاربعاء ، ٢٨ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
إن إنعقاد المؤتمر الوطني للشباب في الثامن والعشرين من شهر أغسطس الحالي يُعدُّ متأخرا وكان ينبغي انعقاده منذ عدة شهور لكي تكون مخرجاته هي من أهم مدخلات الحوار الوطني الشامل ،ولكني اعتبر هذا التاريخ هو مناسبة ابداعية لكي يتحدث الشباب بكل حرية عن رؤاهم التي كتبوها وتفاعلوا فيما بينهم بشأنها في ساحات الحرية والتغيير ،متمنين ان لا يكون هذا الانعقاد كنسخة مكررة من مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد حاليا والذي لم يصلنا منه حتى هذه اللحظة ما يؤكد عن فهم المشاركين لتطلعات ورغبات جموع المواطنين!
ومما لاشك فيه أن آمال وطموحات الشباب كثيرة وكبيرة وطموحة ،ولا شك كذلك أن الحاكمين اليوم يؤلون الشباب اهتماما كبيرا ،ولذلك يأتي انعقاد مؤتمر الشباب للحوار الوطني مدعوما من رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق ،ويأتي كذلك متزامنا مع النهاية العملية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي أنطلق منذ عدة شهور ،فمن غير المعقول أن تظهر نتائج ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني دون أن تكون مستوعبة ومُضمنة رؤية الشباب المستقبلية لليمن الجديد الذين خرجوا من أجلها وضحوا بكوكبة من خيرة شبابهم في سبيل تحقيق التغيير الذي حلموا به ،وعليه ندعوا كافة الشباب ومن كافة القوى تَرك التحزُّب وعصبية الأحزاب مؤقتا لينتصروا لأهداف ثورتهم ورسالتهم السلمية ورؤيتهم الواضحة التي تجعل الأخرين يلتفون حولها ويدعمونها بكل قوة ،وأن يرسموا لوحتهم الفريدة بصياغة تُذهل العالم والمتحاورين كما اذهلوا العالم بسلميتهم عند انطلاق ثورتهم الفريدة المملؤة بالقيم والمبادئ التي قلَّ نظيرها في عالم اليوم ،وأن تكون مخططا ومنطلقا لكل الأعمال في غدنا المشرق ،وبهذا سيكونون قد حددوا المسار وأناروا الدرب وفرملوا الطامحين من غير استحقاق !

رجاؤنا ألا يكون مؤتمر الشباب نسخة مكررة لما يجري في موفمبيك ،لأنهم إن فعلوا ذلك سيدمرون الأمل الوحيد المتبقي لنا ،وسنكون قد ضيعنا ثورتنا قولا وفعلا ! ؛ فهل سيُعبرون عن إرادة الشعب الحقيقية هذا ما نتمناه عليهم؟؛ أم سيكتفُون بالتعبير عن قوى موفمبيك والذي لا نتمناه لهم في مؤتمرهم القادم ،ما نتمناه حقيقة أن يكونوا هم الإرادة وهم الحل! ؛ والا يكونون جزءا من المشكلة فليسوا هم المشكلة على الاطلاق!
نرجو أن يكونون في الثامن والعشرين من هذا الشهر ..موعد انطلاق الحوار الوطني للشباب بحجم الوطن ويُعلمون الكبار الدروس التي لا تنسى !؛والسؤال هنا هل سيكون مؤتمر حوار الشباب نسخة مكررة لمؤتمر الحوار الوطني أم لوحة ابداعية بحجم طموح الشباب؟ ..نتمنى لهم أن يكونون لوحة ابداعية بحجم قضايا الوطن وبحجم تطلع الشباب وان يستخلصوا رؤى كل المكونات التي تشكلت اثناء نضالهم الثوري وأن تكتب بقالب أدبي جذاب يُبهر المُؤْتَمِرِيْن في موفمنبيك ويجعلهم يتبنونها ويعملون على تنفيذها ، عندها فقط سَنَشْعُر بمستقبل آمن ومستقر وموحد لليمن الجديد!

وطالما ومؤتمر الحوار الوطني لم ينتهي بعد فإن انعقدا مؤتمر الشباب في الثامن والعشرين لا يُعد تحصيل حاصل ، بل هو ضروري جدا يعطي مصفوفة الحلول وفق رؤية الشباب المعروفة للجميع، وفق الله الشباب في مؤتمرهم المزمع انعقاده وهدى الله قادتنا السياسيين لأخذ الكثير من مخرجاته.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!