الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٤ صباحاً

هواجس مصرية .. يمانية

احلام القصاب
السبت ، ٣١ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
يتطرق البعض في عرض هواجسه لما يحاك للامة سوأ في مصر او اليمن بطرح وجهة نظر نحترمها الا إننا نرى أن من حق الجميع ابداء رأيهم حولها ، فاعتبار البعض أن ما يحدث في مصر مؤامرة ضد مصر وجيش مصر رؤية معتبرة لا غبار عليها الا أن اعتبار الحل لإفشال مثل هكذا مؤامرات لا يكون الا عن طريق دعم عصابة الانقلاب كعملية ضرورية للحفاظ على جيش مصر وافشال لأي مخطط يستهدف مصر وجيشها مسألة فيها نظر ، حيث يمكن لنا اعتبار ما تم التطرق اليه من هواجس واقعية في حال كان تحرك الجيش المصري وانقلابه على سلطة شرعية نتيجة استشعاره بالوطنية وادراكه بأن هناك مخطط يحاك ضد مصر ولابد من اخذ زمام المبادرة من قبل الجيش لقطع الطريق على المؤامرة التي تحاك ضد مصر فقط في حال كان هذا التحرك يتم بعيداً عن التواصل اليومي منذ ثلاثة شهور بين زعيم عصابة الانقلاب السيسي ووزير الدفاع الامريكي وباعتراف السيسي نفسه ووزير الدفاع الامريكي كذلك ..

وبافتراض وجود مؤامرة تحاك ضد مصر وأن السيسي وعصابته ليسوا جزء منها ، الم يكن بالإمكان طرح الموضوع من قبل عصابة الانقلاب على اول رئيس وطني ومنتخب من قبل الشعب ليتم اتخاذ الاجراءات المناسبة للتصدي لها بدلاً من عزل الرئيس الشرعي واغلاق كل القنوات الفضائية التابعة لانصار الرئيس ثم الدفع بالأمور لحافة الاقتتال الداخلي واراقة دماء النساء والاطفال والشيوخ والشباب ..

هل يراد لنا أن نصدق أن هذه المجازر التي ارتكبت في حق انصار الرئيس كانت ضرورية لحماية مصر ؟! ، وكأن المؤامرة التي تحاك ضد مصر كان خلفها الرئيس الشرعي الوطني المنتخب وانصاره .. والا لما وجهوا (عصابة السيسي) كل هذا الكم من القتل والتنكيل وتكميم الافواه بإغلاق القنوات الفضائية والحرق لجثت المتظاهرين سلمياً والتصفيات الجسدية للمعتقلين ؟! ..لأن الواقع يقول إن عصابة السيسي هم جزء اصيل من هذا المخطط الذي يحاك لتدمير الجيش المصري ومصر .. ويكفي للمتابع أن يلقي نظرة لمعرفة من الدول التي ناصرت الانقلاب في السر والعلن والبعض لم يستطع إلى الأن التأكد مما حدث في مصر اهو انقلاب ام تصحيح للثورة !!! ليدرك أن ما حدث مؤامرة على مصر تنفذ بأيادي السيسي وعصابته ..

وفيما يعد لليمن ندرك حقيقة هواجس البعض من محاولة تقسيم اليمن بطرق ملتوية .. ايجاد دولة جديدة تختلف عن الدولة السابقة (لأن الدولة السابقة فشلت بحسب زعم البعض) مع العلم كان بالإمكان تصحيح الاخطاء في شكل الدولة السابقة لضمان المزيد من الاستقلالية المحلية في ادارة المناطق وتفادي كل السياسات الخاطئة للنظام السابق بعيداً عن محاولة ايجاد صيغة جديدة لها .. هذه الامور كانت واضحة للبعض منذ الوهلة الاولى من خلال التوليفة التي تم اختيارها بعناية لتشكل فرق المتحاورين الذين سيمررون المخطط بعلم او نتيجة انفعال ونقمة مما لحق بهم من ظلم من سياسات النظام السابق او نكاية بالخصوم السياسيين ، بينما من كان يعول عليهم انهم سيشكلون حائط سد امام تمرير أي مخطط يضر باليمن ووحدته آثروا السلامة على مواجهة الاغلبية في قاعة الحوار في ظل الوجود المحدود والمقاعد المحدودة التي منحت لهم ، بالإضافة لتغييب فئات مهمة من الشعب وحرمانها من المشاركة في هذا الحوار كانت من المؤشرات الاولية لما كان يعد مسبقاً لليمن ، يبقى السؤال الملح طالما أن الشعب سيستفتى على النتائج التي سيتم التوصل لها في مؤتمر الحوار ، لما لا يتم طرح كل وجهات النظر حول شكل الدولة القادمة في هذا الاستفتاء ويترك للشعب الاختيار لا أن تفرض البدائل ويتم حصرها في خيارات قد يرى الشعب أن هناك بدائل اخرى افضل لليمن الا أن (اهل الحوار ) لم يضعوها ضمن مخرجات الحوار ، والسؤال الاكثر الحاحاً ماهي الضمانات أن لا تسعى الاقاليم لممارسة اعمال سيادية كدول مستقلة او اعلان استقلالها عن اليمن ؟ فمثلما يطالب البعض بضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار وعدم تكرار ما حدث في السابق من ممارسات خاطئة وهو حق مشروع لهم كذلك من حق الشعب أن يبحث عن الضمانات لبقاء اليمن موحداً وعدم تكرار محاولة تقسيمه .