الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٧ مساءً

ضربة عسكرية محدودة لسورية لحفظ ماء وجه أميركا

نجيب محمد سعيد
الأحد ، ٠١ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
"غداً أو الأسبوع المقبل أو بعد شهر" قد تهاجم أميركا سورية ؛ هذا ما أشار اليه الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي قال السبت في البيت الأبيض إنه يمتلك سلطة إعلان الحرب، لكنه سيلجأ إلى الكونغرس هذه المرة للحصول على تفويض بشن هذه الضربة، مؤكداً أن "على الولايات المتحدة أن تتخذ تدابير عسكرية"، وأن "الهجوم سيكون محدوداً في الوقت الملائم". وطلب من "أعضاء الكونغرس التصويت على قرار ضرب سورية خدمة للأمن القومي"، مؤكداً أنه "لا يجب أن نغض الطرف عن ما يجري في دمشق". وأوضح أن واشنطن لن تحل النزاع الدائر في سورية بواسطة جيشها، ولكنه عاد وأكد وجوب "معاقبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية"، بحسب تعبيره.. كلام أوباما هذا يعني أنه استبعد تدخلا اميركيا وشيكا، حيث وما يزال الكونغرس في اجازته الصيفية حتى التاسع من سبتمبر ما يبعد العملية العسكرية ضد سوريا، كما أن اوباما اوحى بانه لن يدعو الكونغرس الى اجتماع استثنائي عندما شرح انه تحادث مع رؤساء الكتل النيابية وان هؤلاء كانوا "موافقين على اجراء نقاش وتصويت فور عودة الكونغرس الى الاجتماع". ولكن في إقرار منه باحتجاج بعض أعضاء الكونجرس ومخاوف الأمريكيين الذين سئموا الحروب ذكر أوباما أنه يريد موافقة الكونجرس على أي عمل عسكري. على العموم تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما السبت عن تنفيذ ضربة عسكرية وشيكة في سوريا وسعى للحصول على موافقة الكونجرس ، وهو قرار قد يؤجل التحرك الأمريكي عشرة أيام على الأقل. حيث وأن الكونجرس في عطلة حاليا ولن يعاود العمل قبل التاسع من سبتمبر . وثار جدل منذ أيام في واشنطن بين أعضاء الكونجرس الأمريكي بخصوص ما إذا كان على أوباما أن يتخذ إجراء ومدى سرعة اتخاذ هذا الإجراء. وأيد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل السعي للحصول على تفويض من الكونجرس وقال إن أوباما أبلغه بهذه الخطوة. وقال ماكونيل "يتعزز دائما دور الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة عندما يحظى بالدعم الواضح من الكونجرس." وجرى إعلان قرار أوباما بعد اجتماعه مع فريق الأمن القومي في البيت الأبيض. ومن المقرر أن يلتقي كبار مستشاري أوباما مع أعضاء مجلس الشيوخ وسيتلقى أعضاء مجلس النواب تقريرا سريا من مسؤولي الإدارة اليوم الأحد .. فهل هنالك حالة من التردد في الموقف الأميركي تجاه ضرب سوريا؟ وهل يمكن أن لا تكون هنالك ضربة عسكرية؟ لاسيما وأن تصريح أوباما السبت في البيت الأبيض بحسب المحللّين عدّ خطوة إلى الخلف .. بحسب المحللّين قد تأتي الضربة الاميركية المنتظرة لسورية غداً، أو الأسبوع المقبل أو بعد شهر. لم يعد التوقيت مهماً. المهم الآن والبارز على سطح الاحداث هو ان ضربة باراك اوباما لسوريا آتية لا محالة للحفاظ على ماء وجهه . فلم يكن اوباما يرغب في تورط كهذا. تفاداه حتى اللحظة التي صار فيها تفاديه يعتبر هزيمة لأميركا ذاتها. لا تعادلها سوى الهزيمة التي يمكن ان تتعرض لها في الحرب الفعلية. لقد اختار الرئيس الاميركي أهون انواع المواجهة. وصفها بنفسه بأنها مواجهة «محدودة»، مطمئناً الرئيس السوري الى ان النظام السوري باقٍ، فقط بضعة صواريخ «كروز» لإنقاذ سمعة اوباما في الداخل وأمام الحلفاء، كي لا يقال ان كلمة رئيس الولايات المتحدة صارت بلا قيمة امام العالم.