الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٥ مساءً

ضرورة التمديد لهادي

احلام القصاب
الاثنين ، ٠٢ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
اصبح التمديد للرئيس هادي ضرورة لضمان تنفيذ مخرجات الحوار فتنفيذ مخرجات الحوار تحتاج لفترة زمنية قبل الذهاب إلى أي انتخابات رئاسية تنافسية ، ولأن أي مرشح رئاسي سينافس على اساس برنامجه السياسي وليس على اساس تنفيذ مخرجات الحوار لهذا اصبح لزاماً وجود فترة زمنية فاصلة بين الاستحقاق الرئاسي القادم وبين تنفيذ مخرجات الحوار ، وعليه فإن هادي هو افضل من يعمل على تنفيذ مخرجات الحوار كونه الرجل المجمع عليه في الفترة الانتقالية والذي اشرف على عملية الانتقال السلمي للسلطة وكذلك تم الحوار الوطني تحت اشرافه المباشر ، ولا ارى من وجهة نظري أي اسباب تدعو لحالة الاستنفار من قبل البعض لإزاحة هادي كرئيس انتقالي الا لغرض في نفس يعقوب تلتقي فيه مخططات البعض مع هذا الطرح وكأن الرئيس هادي جزء من المشكلة بينما هو (الرئيس هادي) جزء اساسي من الحل وفق المبادرة الخليجية في الوقت الذي يعتبر الطرف المحرض على ابعاد هادي هو الركن الاساس من المشكلة في الماضي والحاضر ، وتأتي الحملة التي تشنها بعض الاطراف على الرئيس هادي التي لم تستطع أن تستوعب المرحلة ومتطلباتها بغض النظر عن كون الرجل (الرئيس هادي) ينتمي لحزب سياسي فهو ملزم بتنفيذ المبادرة الخليجية لانتقال السلطة سلمياً وكل بنودها المتفق عليها من جميع الاطراف وبرعاية دولية وازالة بؤر الاحتقان واسبابها وليس معني بتنفيذ استحقاقات وسياسات حزبية او تمكين اعضاء حزبه من كل مفاصل الدولة التي لازالوا يمسكون بها حتى اللحظة ، الا أن هذا لا يمنع من القول أن اليمن اليوم في وضع مختلف تماماً عما كان عليه في السابق وأن هناك دولة جديدة قادمة تحتاج لوقت حتى يتم ارساء قواعدها الجديدة ، فأي انتخابات تنافسية تجري الأن لن تؤدي الا إلى تعطيل تنفيذ مخرجات الحوار خاصة إن افترضنا فوز القوى المناوئة لثورة الشعب نتيجة الدعم الموعودون بالحصول عليه من بعض الاطراف الخارجية التي تسعى لتصفية ثأرها مع بعض الاطراف في الداخل حيث ستسعى لاستدعاء كل اساليبها الماضية في الحكم من خلق صراعات واشغال الشعب ودول الجوار واثارة المخاوف الدولية من اجل صرف الانظار عن العمل على انجاح تطبيق مخرجات الحوار على الارض بإيجاد الدولة اليمنية المتفق عليها في مؤتمر الحوار الوطني ، بالإضافة إلى الرفض الذي سيقابله الاخوة في المحافظات الجنوبية في هذه المرحلة لعودة أي طرف للحكم كان سبباً في مآسيهم وسيدفعهم للمطالبة بفك الارتباط ...

اما ما يذهب إليه البعض أن الرئيس السابق سيسعى لإثارة المشاكل في حال التمديد لهادي وسيلقى الدعم الخارجي لهذا الغرض ، هذا القول مردود عليه حيث أن أي تمديد لن يتم الا بموافقة رعاة المبادرة الخليجية وكذا الاطراف الداخلية في اليمن وعليه أي محاولة لإثارة أي عراقيل امام هادي في حال تم التمديد له سيتعامل معه رعاة المبادرة ومجلس الامن قبل أي طرف آخر كمعرقل للمبادرة ، يبقى السؤال ما هو المقترح من قبل البعض الرافض للتمديد ؟ ، هل المطلوب مثلا أن يترشح ممثل للإصلاح للانتخابات القادمة وبعد استلامه للسلطة يتم الإطاحة به مثلما حدث مع مرسي مصر بعد استثارة الشارع ضد (اخونة الدولة) واختطاف اليمن من قبل الشيخ وأن الرئيس المنتخب موظف لدى الشيخ ؟ كل هذه السيناريوهات معروفة لجميع الاطراف ، ام أن البديل اعادة انتاج النظام السابق الذي كان سبباً في دفع ابناء الجنوب للدعوة لفك الارتباط نتيجة سياساته الظالمة والاستعلائية والتهميش والاقصاء والاستحواذ على كل خيرات اليمن لصالح اسرة او فئة او جماعة او منطقة ، ولهذا نرى الاطراف المتضررة من التمديد لهادي تستبق الاحداث بالإثارة الاعلامية حول موضوع التمديد ليبدو انه خطيئة سترتكب في حق اليمن من اجل الدفع بهادي للإعلان عن رفضه للتمديد وبهذا يكونون ضمنوا ازاحة اول عائق من وجهة نظرهم لعودتهم إلى السلطة للانقضاض على الثورة الشعبية التي ازاحت بعض من قدراتهم على الاستحواذ على اليمن في ظل ما يجري من احداث في بعض بلدان ثورات الربيع العربي ، لابد للجميع ادراك حقيقة مفادها أن اليمن بحاجة لفترة انتقالية تضمن تنفيذ مخرجات الحوار على ارض الواقع قبل التفكير في أي خيارات اخرى قد تعيدنا للمربع الاول ، فالتمديد لهادي يجب التعامل معه على انه ليس رغبة شخصية للرئيس بل هو مطلب موضوعي من اجل اخراج اليمن من عنق الزجاجة ، ولا مانع من اجراء انتخابات تنافسية يختار فيها الشعب من يحكمه بعد التأكد من انتقال اليمن لوضع الدولة الجديدة .