الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٧ صباحاً

الرأي الأول والأخير في بيان الأحمر الصغير

علي منصور
الاربعاء ، ٠٤ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
يلفت الانتباه في البيان الذي اصدره مكتب الشيخ حميد على إثر قيام الحوثيين باغلاق محطات ومكاتب شركة سبافون في محافظة صعدة وصفه لهذا الاعتداء بأنه "اعتداء صارخ على السيادة الوطنية والقانون"، وهذا صحيح .غير أن حديث البيان عن ”السيادة الوطنية والقانون" بدا لي حديثاً سمجاً لا طعم له ولا لون .. ولكن له رائحة تزكم الانوف. ذلك أن السيادة الوطنية التي ارى دموع التماسيح تذرف عليها شبعت انتهاكاً وتعدياً ليس في صعدة فحسب وانما من خلال الطائرات بدون طيار وتدخلات السفير الأمريكي وحتى في المبادرة الخليجية التي جعلت اليمن تحت الوصاية الدولية، فما الذي بقى من سيادتنا الوطنية... سيادتنا منتهكة ومعتدى عليها منذ عدة سنوات ولم نرى أو نسمع من الشيخ حميد أي تذمر أو تململ، لكنها اصبحت قضية بالنسبة له عندما "دقت" بشكل مباشر في الجيب، وهو ما يثبت ما ذهب اليه البعض في القول أن الوطن عند البعض هو "الجيب" وأن الجيب هو "الوطن"، وأن حدود "الوطن" وعلاماته الحدودية هي "البنوك" التي تذهب اليها "مطاريشهم" وأن "الولاء الوطني" ليس له وجود في قاموسهم ولا ولاء عندهم إلا للمال. اما السبب الثاني للرائحة التي تزكم الانوف فيتمثل في كون اولاد الشيخ يسفكون دم السيادة الوطنية في أول كل شهر عندما يتقاضون المعلوم من المملكة. وهم في هذا التقليد الذي يؤكد ماذهبنا اليه في تعريفنا للوطنية عندهم، لا يخالفون والدهم المرحوم الذي كان رائداً في سفك السيادة الوطنية. ورغم أن الشيخ حميد ليس ممن يتقاضون من المملكة إلا أن بذرة ثروته واستثماراته كانت من هذه السيادة الوطنية المسفوكة.

الأمر الآخر الذي لفت الانتباه في البيان المذكور كان في خاتمته التي هددت ب "اللجوء للقضاء ورفع دعوى ضد ...." وهذا مما يحسب للشيخ حميد إن كان صادقاً فيه... ذلك ان هذه هي المرة الاولى التي يصرح فيها أنه سيحتكم للقضاء، مع العلم أن القضاء لم يكن عندهم أكثر من "ثور هجر" يذبح للغريم وكفا الله الناس شر القضاء. فوالدهم رحمه الله كان أول من حول القانون والقضاء الى ثور ، تماماً مثلما حول صادق وحميد اثوار الشوارع الى ثوره.