السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٤ مساءً

دامعة الدول العربية !

د . أشرف الكبسي
الخميس ، ٠٥ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
ما إن يذهب أصحاب السمو والفخامة والجلالة ، صوب الجامعة ، لعقد لقاء (القعر) العربي ، حتى تهرع الطواقم الأميرية والملكية والرئاسية ، لتزويد سعادتهم (بمنديل)..! كيف لا وهم بصدد ممارسة طقوسهم البروتوكولية الدائمة ، الشجب والاستنكار مع تمرير الهوان ، التنديد بالظلم واستجداء السلام ، مالم ومع البكاء على الذات مطالبة العدو شن عدوان.. ولما كان ذلك المشهد المخزي المبكي ، آية في القهر والخذلان ، وهو ما تراه أعين الشعوب على الدوام ، باتت هي الأخرى تستحضر مسبقاً، وفي كل مرة ، ألامها حسرة (ومناديلها) ، لثقتها المطلقة ، في قريب بكائها ، من الزعماء طال سخفهم أو عليهم دام ذلهم..!


ذات يوم تأسست جامعة الدول العربية ، لعلها تكن مظلة تجمع تحت سقفها الإرادات ، وتتوحد تحت رايتها السياسات ، وبعد عقود وسنوات، ومئات المرات من قمم القمامات ، ومثلها من غباء الخلافات ، وفساد النوايا وعجز القرارات ، واعتياد انحناء الهامات ، وبعد أن تبين جلياً أنها ليست أكثر من أكذوبة إقليمية وألعوبة أممية ، لم ترفع يوماً رأساً ، ولم توحد يوماً صفاً ، أسماها الضمير العربي الحي وبحق (دامعة) الدول العربية..!


واليوم ... وبينما تجتمع (الدامعة) لتقرير موقفها – ومتى كان لها موقف أو قرار- من الحرب على سوريا ، محكومة بتراكمات الخيبة وسوء الحال ، وازدياد نفوذ العقال وطغيان الخيانة والمال ، على كل فعل ومقال ، لا شك أن الأعداء أنفسهم ، وبينما يجهزون مجدداً طائراتهم وأساطيلهم ، يحملون بدورهم (منديل) تارة لإدعاء البكاء على شعب سوريا ، وتارة أخرى وفي الخفاء لتجفيف دموع الضحك على ذقون الحلفاء ، والسخرية من الرائعة: (الدامعة) العربية..!