الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٥ صباحاً

مهاجر وليس جاسوس .. الطائر برئ !

أحمد مصطفى الغر
الجمعة ، ٠٦ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
لحظات عصيبة مرت على مصر وأهلها ، وتغطية كانت تحظى بمساحة من الصفحات الاولى لصحف القاهرة ، وفقرة أو إتصال تلفونى بمسئول مهم او ما شابه فى برامج التوك شو المسائية على الفضائيات المصرية سواء خاصة أو حكومية ! ، قضية الساعة المتلخصة فى طائر يحمل جهازا إصطاده أحد المواطنين و أبلغ السلطات الامنية التى انبرت فى البحث والتحقيق فى هذه الواقعة الخطيرة. ( جاسوس ، ومتهم بحمل وحيازة جهاز للتنصت يستخدم فى أغراض التجسس ، والعمالة للخارج ، و محتمل ان يكون قد تلقى تدريبا فى الخارج … ) وغيرها من الاتهامات التى كانت بإنتظاره ، والتى بالتأكيد كانت عقوبتها ستصل الى الذبح بالسكين ! العناية الالهية أنقذته ، حيث جرى اتصالا هاما بين جمعيات حماية الطبيعة والبيئة فى مصر مع نظيراتها فى المجر ، ليتبين ان الطائر مجرد مهاجر شرعى فى رحلة شتوية من أوربا الى جنوب افريقيا ، وأن جهاز التجسس المزعوم مجرد جهاز لتتبع ودراسة هجرة الطيور ، وبأى حال ــ وإحقاقاً للحق ـ فإن الجهاز لا يخالف قوانين و مواثيق حماية الحيوان . لكن ما يثير الاهتمام (و ربما السخرية فى نفس الوقت) هو ما اوضحته إحدى الناشطات فى مجال حماية حقوق الحيوان فى مصر بأن جرى التنسيق بين عدة منظمات وهيئات وجمعيات للحفاظ على سلامة الطائر والتأكد من تلقيه العلاج المناسب والراحة التامة ، تنسيق على أعلى المستويات بين جمعية حماية الطبيعة في مصر وإدارة الحياة البرية والهيئة العامة للخدمات البيطرية وجهاز حماية شؤون البيئة ، و فى ظنى لو أن الامر تطور أكثر ، لشمل التنسيق: وزارة الخارجية المصرية وسفارة المجر فى القاهرة ، و ربما الامم المتحدة و مجلس الأمن ! لكن ما لم يجعل الأمر يتطور الى هذا الحد هو زيارة أحد أعضاء لجنة حماية البيئة الطائر في محبسه وتأكد من سلامته، وأنه بحالة صحية جيدة ، وبحسب تقارير صحفية فإنه تم إطلاق سراحه يوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2013 م ، ليبقى هذا التاريخ محفورا فى ذاكرة الطائر .. تاريخ براءته من تهم لا يعلمها سوى خالقه أو من عانى ويلاتها من البشر! وبحسب التقارير السالفة الذكر أيضا فإن إطلاق السراح سيتبعه إستكمال الطائر لرحلة هجرته الى جنوب افريقيا ! ، شخصيا أتمنى له التوفيق .. لكن الأهم أن يستطيع أن ينجو من محاولات أخرى للاصطياد فى طريقه طالما سيظل حاملاً لجهاز التنصت ، فربما تتهمه دولة أخرى بأنه تابع للمتمردين فيها ، أو نشر الفوضى وقتل متظاهرين ، أوتكدير السلم العام !