الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٩ مساءً

السوريون والضربة المرتقبة

صلاح عبد الرب
السبت ، ٠٧ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
ما يحدث في سوريا ماكان ليحدث لولا غطرسة وتكبر هذا النظام ,وتعطشه للحكم ولو على رقاب السوريين ومستعد للقتال حتى ابادة اخر سوري ,وهدم اخر خيمة في سوريا , المهم ان يبقى حاكما حتى يفنى او يفتى الشعب.

فهو المسئول اولا واخيرا عن ما وصلت اليه سوريا سواء من حيث الدماء التي سفكت او البنية التي دمرت او دخول السلاح والجماعات المسلحة مؤيدة كانت او معارضه.

والان وبعد تدخل المجتمع الدولي وقرار الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية للنظام , وما نلاحظه من انقسام بشان توجيه الضربة , فالانقسام الحاصل ليس لزرقة عيون السوريين ,ولكن كلا ينظر اليها من نظرة مصالحية بحته.

فالولايات المتحدة قررت هذهالضربة ليس خوفا على دماء السوريين كما تزعم , فالدماء تسفك منذ اكثر من عاميين ولم نسمع الا الشجبوالتنديدوالإدانة دون أي رد فعلي يوقف النظام عند حده ,وليس لأن النظام استخدم الكيماوي لقتل السوريين , فالقتل هو القتل سواء بالفل والرياحين او بالأسكود والكيماوي ,ولكن خوفها من تسرب هذه الاسلحة الى يد الجماعات المعادية او المهددةلأمن اسرائيل , كتنظيم القاعدة او حزب الله , فالضربة سوف تقع رضي المجتمع الدولي ام ابى , وان ما رأيناه من تأخير لتنفيذ الضربة, فهو ليس من اجل تصويت الكونجرس كما زعم اوباما والانتظار من اجل اصدار قرار من مجلس الامنفامريكا قد تدخلت في ليبيا دون قرار الكونجرس , واحتلت العراق دون موافقة مجلس الامن ,ولكن لعدة ترتيبات اهمها حشد الدعم الدولي حتى لاتشعر امريكا بعزلة دولية جراء هذه الضربة في حال التوجه منفردة فيها ,وكذالك اخذ موافقة الكونجرس وذالك من اجل توسيع الضربة في حال تدخل ايران اوروسيا او غيرها عسكريا ضد الولايات المتحدة او اسرائيل وليس من اجل الموافقة على ضربة محدودة ,فالقانون الامريكي يجيز للرئيس التحرك عسكريا في حال كانت الضربة قصيرة ومحدودة او في حال تهديد الامن القومي الامريكي.

اما بالنسبة للمعارضين للضربة فكلا منهم يحسب حسابه , روسيا تخاف على قاعدتها الوحيدة في الشرق الاوسط ايران وحزب الله تخاف على عميلها الشيعي الوحيد كذالك في المنظقةوالممر الوحيد والداعم لسلاح حزب الله
والا فمالذي يخيفهم من التدخل العسكري , هل خوفا من سقوط ضحيا فهي تسقط كل يوم , ام خوفا من تدمير البنية التحتية فقد دمرها السوريون بأيديهم.

اما بالنسبة للسوريين فلايوجدشي يخافون عليه فمنازلهم لن تتدمر لأنها مدمرة اصلا ,ولا يخافون من التهجير لانهم مهجرون اصلا ,ولا يخافون القتل لان القتل هو القتل سواء بأيد محليه او اجنبية , بل ان القتل بصواريخ اكروز اهون من القتل بالكيماوي.

ولكن على السوريين ان لا يعولوا كثيرا على الضربة العسكرية لانها لن تكون شاملة وانما محددة للاهداف التي تقلق امريكا واسرائيل بمعنى انها قد لا تسقط النظام وقد يستغلها النظام عندما لاتؤثر عليه فتزداد قوته وترتفع معنوياته لان الضربة التي لاتقتلك تقويك كما قيل فيزداد في وحشيته وجرائمه
اما العرب فكعادتهم منقسمون بين معارض للربيع العربي معارض للضربة ومؤيد للربيع مؤيد للضربة وبالتاكيد فالجميع سواء مع النظام اوضده رافضين لاي احتلال اجنبي ضد دولة عربية ,لكن ماهو الحل الذي يريده المعارضون لوقف نزيف الدم السوري , ومالذي يينتظرون , الحل السياسي المستحيل الذي كان النظام يستطيع تحقيقه قبل ان تصير سوريا الى ما صارت اليه , ام ينتظرون حتى ينتهي جميع السوريون ام حتى انتهاء اخربلكه في سوريا وهدم اخر منزل.

فالان وبعد كل الذي حصل لازلت اؤمن ان الحل لايكون الا بيد السوريون انفسهم , بان على الجميع ان يقدم تنازلات لأجل بلادهم , فالنظام لابد ان يؤمن بان رياح التغيير قد هبت ولامفر منه فقد قتل وشرد ودمروكلذلك من رصيد السوريين ورصيد ما حققه طيلة فترة حكمه لكن دون جدوى وعلى المعارضة ان تؤمن بانه لا احد اقوى من احد فلا اقصاء ولاتهميش ولا نفي فالثورات العربية اتت بالتعايش والقبول بالآخر فلا اقليات ولا اكثريات.

فلا بد من مبادرة كمبادرتنا اليمنية بان لاغالبولامغلوب وحكمة كحكمة اليمنيين ان ارادوا وقف المزيد من الدماء والمحافظة على ماتبقى من بلدهم والوقوف يد واحده من اجل العودة بسوريا والتي عادة كما قيل خمسون عاما الى الوراء بان تعود كما كانت عليه ثم عليهم التفكير بالمستقبل.