الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٧ مساءً

التمديد.. خلق أزمة جديدة

د . محمد حسين النظاري
الاثنين ، ١٦ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
لسنا بحاجة الى اختلاق أزمة جديدة، بعد أن نجحنا بفضل الله وتعاون المخلصين في هذا الوطن، من اخراجه سالما من اتون الازمة الطاحنة التي عصفت به خلال العامين الماضيين.. نقدر الجهود الكبيرة التي قام بها الاخ عبد ربه منصور هادي –رئيس الجمهورية- خلال الفترة الصعبة التي مر بها بلدنا الحبيب، ولهذا فإن تلك الجهود الجليلة، ينبغي أن تتوج بإقامة الانتخابات الرئاسية القادمة في فبراير 2014م، تماشيا مع المبادرة الخليجية والياتها المزمنة وقرارات مجلس الامن الدولي.

ان من يريدون جس نبض الشارع لتمديد جديد للفترة الانتقالية انما يريدون تصوير الرئيس هادي وبأنه طامع بالسلطة، وهو الرجل الذي قبل المهمة على مضض، وبالتالي فهو في غنى عن أصحاب المشاريع التي يراد من خلالها تأزيم الوضع داخل اليمن، ولم يعجبهم أنه يسير بالاتجاه الصحيح نحو بلوغ التغيير الحقيقي، والمتمثل في ديمومة التغيير عبر صناديق الاقتراع، وهنا نثمن حرص القيادة السابقة بتسليم السلطة بصورة سلمية، وهو الدور المطلوب من الرئيس هادي، ليبقى كبيرا في نظر اليمنيين.

ان الرافضين للانتخابات القادمة التي ليست حدثا جديدا ولا أمرا مستحدثا، ولكنها الحقيقة المرة التي تريد بعض الاحزاب الهروب منها، وهي تدرك انها ملزمة بها كونها وقعت على المبادرة الخليجية والياتها المزمنة، وارتضت بقرارات مجلس الامن الدولي.

من حق الرئيس هادي أن يكون رئيسا لليمن، ولكن عبر بوابة الانتخابات الرئاسية، فكما أننا نتوافق مع الجميع بأنه لا رجوع لما قبل الازمة، فإننا في الوقت ذاته، لا نريد الرجوع عن هذا النهج السلمي في تسليم واستلام السلطة، فالرئيس هادي دخل التاريخ عندما تسلم السلطة من الرئيس السابق صالح، وحينها أكد أنه ينتظر اللحظة المماثلة ليسلم هو بدوره الرئاسة للرئيس الجديد.

في اعتقادي أن المنادين بالتمديد وتحويل مؤتمر الحوار لمجلس تأسيسي وإلغاء مجلسي النواب والبرلمان، هو يريد وبكل صراحة اجتثاث المؤتمر الشعبي العام ولكن بطريقة غير مباشرة، عبر ازاحته عن غالبية مجلس النواب، والسير في استكمال ازاحة كوادره من الوزارات وحتى ادني السلم الوظيفي، وهو أمر لن يتم كونه مخالف لكل ما وقع عليه شركاء العمل السياسي في الرياض.

إن القوى الساسية القوية والتي تجد في نفسها القدرة على خوض المعترك الانتخابي يجدر بها ان تناضل من اجل الاسراع بالانتخابات الى الهروب منها، ولكن احساساها ان الصناديق لن تكون في صفها، جعلها تتفنن في اختلاق الاعذار التي تريد من خلالها اطالة أمد الفترة الانتقالية، لتحسين صورتها من جديد لدى الناخب الوطني.

نثمن كل القرارات التي يصدرها الاخ الرئيس والتي تصب في مصلحة الوطن، ولكن ما نتمناه أن تكون صيغها متماشية مع مضمون ومحتوى المبادرة الخليجية والياتها المزمنة والتي أشارات الى أن ما حدث في اليمن كان أزمة وليس أي توصيف آخر، ولهذا فإن أي قرارات تتنافى مع هذا المنطلق، لا تزيد الوضع الا احتقانا، وهو ما سيسهم في أزمة جديدة، قد لا نستطيع حلها، وكيف لنا ذلك ونحن نتنصل عن الحل الذي رسمته المبادرة الخليجية التي هي بمقام الدستور الذي تسير عليه البلاد.

الاخ رئيس الجمهورية إن الجماهير التي زحفت لاختياركم رئيسا توافقيا هي ذاتها التي تريد منكم أن تكونوا رئيسا لهم جميعا، فأنتم شوكة الميزان والمرجع، وبكم سيصل الوطن للانتخابات القادمة، لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه، لأن بذلك تكون قد أوفيت بما عاهدت الله عليه، وسلمت السلطة لمن يختاره الشعب، وقد تكون انت الفائز، ولكن عبر بوابة الانتخابات، لتمتلك الشرعية الكاملة التي امتلكتها منذ فوزكم بالانتخابات السابقة.. ولن يزايد علي أحد فقد كنت ومازلت مع الرئيس الهادي الذي كتبت مرارا وشجعت لاختياره، ليقيني ان ابناء المؤتمر وهو احدهم قادرون على ايصال اليمن الى بر الامان، وندين كل من يهينه أو يسيء اليه.

اليمنيون ملتفون حولكم ما دمتم تسعون للخروج بالبلد من ازمته محافظا على وحدته الغالية، مدافعا عن حقوقه ومنها حقها الدستوري في اختيار الرئيس القادم، ندعو الله ان يوفقكم لايصال اليمن لانتخابات فبراير القادم، وقد اكملتم كل ما يشرع ليمن جديد، المواطنون فيه سواسية امام القانون في الحقوق والواجبات.