الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٨ صباحاً

نقابة جامعة صنعاء والصيد المحَرم

د. عبدالله أبو الغيث
الثلاثاء ، ١٧ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
بموجب النظام الأساسي لنقابة هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء كان يفترض أن تتم انتخابات الهيئة الإدارية الجديدة للنقابة في أبريل من العام 2012م، لتحل بدلاً عن الهيئة الحالية التي مدتها ثلاث سنوات، حسبما يحددها نظام النقابة ولائحته الداخلية.

لكن الهيئة التدريسية في جامعة صنعاء فوجئت بأن هيئة النقابة توقفت عن الدعوة للانتخابات في موعدها، وبررت ذلك بأن ترخيص الشؤون الاجتماعية منحهم أربع سنوات، رغم ما في ذلك من مخالفة صريحة لنظام النقابة ولائحتها.. وبناء عليه أصرت الهيئة على أن مدتها أربع سنوات وليس ثلاث.

المهم أن هيئة النقابة بدأت في أواخر العام المنصرم إجراء المؤتمرات الفرعية لكليات جامعة صنعاء من أجل انتخاب مندوبيها إلى المؤتمر العام الانتخابي للنقابة الذي كان مرتب له أن ينعقد في مطلع العام الحالي.

ولسبب لا نعلمه، وبغرض تأخير انعقاد المؤتمر العام الانتخابي للنقابة في موعده، قامت الهيئة الإدارية للنقابة بتأجيل الانتخابات في كلية الإعلام، ذلك أن النظام الأساسي للنقابة ينص على انعقاد المؤتمر العام بعد مدة أقصاها شهر من انتخاب المؤتمر الفرعي لآخر كلية.

ولا أدري بالتحديد لماذا تم اختيار كلية الإعلام لتصبح بمثابة مسمار جحا رغم أن أعضاء هيئة التدريس في هذه الكلية يتمتعون بعلاقات طيبة مع وسائل الإعلام لكون معظم العاملين فيها من طلابهم، ما يعني قدرتهم على قلب الطاولة فوق رأس النقابة.

لكن شيء من ذلك لم يحدث.. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: هل أحسنت هيئة النقابة الاختيار عندما أخرت انتخابات كلية الإعلام وكانت على ثقة بأنها قد وضعت في بطنها بطيخة صيفي، والإجابة على ذلك نتركها لزملائنا في كلية الإعلام.

اليوم الاثنين كنا في لقاء تشاوري في قاعة ياسر عرفات بالجامعة بدعوة من بعض الزملاء لمناقشة هذه القضية، وكان من ضمن الآراء المطروحة أن ينظم أعضاء هيئة التدريس في كلية الإعلام مؤتمرهم الفرعي بأنفسهم ويضعون هيئة النقابة أمام الأمر الواقع.. وهي خطوة نؤيدها، ونعتقد أن الكرة صارت في مرمى دكاترة الإعلام.

وقد ذكرتني حيلة النقابة - المشار إليها - لتأخير انعقاد المؤتمر الانتخابي بقصة تحريم الصيد يوم السبت على بني اسرائيل، وقيامهم بالاحتيال على ذلك التحريم برمي الشباك يوم الجمعة وإخراجها يوم الأحد، معتقدين أنهم بذلك قد تحرروا من إثم المعصية!

والغريب أنك لا تجد إجابة واضحة عند أعضاء هيئة النقابة لسبب تأخير انعقاد المؤتمر العام الانتخابي رغم مرور الأربع السنوات التي تحججوا بها، بل وأوشكت السنة الخامسة أن تلحق بها، والطريف أن كل منهم يلقي بالمسؤولية على بقية زملائه في الهيئة.. لكن أكثرهم طرافة يكون من يتحفك بقوله: لا أدري.. موحياً لك بطبخة تعد من وراء ظهره!!

وحقيقة لم نعد قادرين على فهم ما يجري في نقابة هيئة التدريس في جامعة صنعاء، وهل ما يحدث فيها هو انسجام مع ثقافة التمديد التي صارت تحيط بنا من كل جانب، حيث نرى الكل صار يريد أن يمدد، أم أن هيئة النقابة استخفوا بأعضاء نقابتهم وقرروا أن يرفعوا شعار: فليمدد أبو حنيفة ولا يبالي.

أعتقد أن الهيئة الإدارية للنقابة – وما زلنا نحسن الظن بها - صارت بين خيارين لا ثالث لهما: فإما أن تقوم بتحديد موعد المؤتمر العام الانتخابي فوراً بعد شهر من تاريخه، أو تقوم بدعوة أعضاء النقابة وتطرح لهم مبررات التأخير وتترك لهم حرية اتخاذ القرار المناسب.

أما استخدام سياسة التطنيش فذلك أمر يسيء للنقابة ولأعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية الذين يقدمون أنفسهم على أنهم صفوة الصفوة – وهكذا يفترض أن يكونوا – لكن مثل هذه السلوكيات تجعلهم بعيداً عن موضع الاقتداء لبقية فئات المجتمع.

وذلك يجعلنا نحمل المسؤوليات المترتبة على ذلك لجميع أعضاء الهيئة الإدارية الحالية للنقابة، ولا نستثني منهم أحدا.. ومن كان منهم من يريد أن يحدثنا عن شيء نجهله فكلنا آذان مصغية.