الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٠ مساءً

طُهر الثورة .. الذي انتهك

بلال الشقاقي
الاربعاء ، ١٨ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
بإندلاع شرارة ثوارت الربيع العربي من تونس وعلي يد الشاب البوعزيزي حصلت هزه كبيرة في كيان الانظمة العربية والعالمية , ليس فقط الانظمه بل حتى الاحزاب وكافة الكيانات واربكتها اربكاً شديداً , فما حصل لم يكن متوقع , ومن شدة ارتباكهم لم يستطيعوا السيطرة على شئ وحاولو فقط اتباع صوت الشارع وتتغير مواقفهم تبعاً لهوى الشارع الغاضب كلاً يتلمس رضاه , خرج الشباب في تونس فتبعهم شباب مصر ثم التحق بهم شباب اليمن وليبيا والبحرين وكذالك شباب سوريا, ومن صور ارتباك الانظمه التي تدعوا الى الضحك المقولة التي كان يتدوالها زعماء هذه الدول : مصر ليست تونس .. ليبيا ليست تونس مصر .. اليمن ليست تونس ومصر وهكذا , كانهم كانو يحاول اقناع انفسهم انهم بمنائ عن تصل اليهم شرارة الثورة , والحمد لله اجتاحات الثورة كل هذه البلدن لكن الغلط او الفخ الذي وقع فيه شباب ثوارت الربيع العربي بعد اندلاع هذه الثورات هو عدم اتفاقهم وتوحدهم في تشكيل كيانات جديدة لهم تُسهم في حفظ ثورتهم واستمراريتها مما جلعلهم فريسة سهله للقوى التقلدية التي كانت موجودة من قبل هذه الثورات والتي شاركة في تخدير الشعوب مع الانظمة الحاكمة المستبده بشكل او باخر.

فأنعدام كيانات شبابية جديدة حقيقة ومؤثرة في الشارع او حتى قوى جديدة لها اثر كبير في الشارع ادى الى انتاج الماضي بكل صورة وتكتلاته وكيانته ومقلما بيقولو "وكانك يازيد ما غزيت" , ولذالك رائينا الان تراجع للثورة ولقواها وكيانتها في بلدان الربيع العربي شعبياً وسياسياً , ليس هذا فقط بل نراء الان رجوع القوى والكيانات التي قامت ضدها الثورة هي من تتصدر الان المشهد بنسب متفاوته في كل بلد من بلدان الربيع العربي , وصارت هذه القوى والكيانات هي القوى الثورية التي ستحقق الاهداف الثورية التي انتفض من اجلها الشعب!

الثورة كان فكرة الشباب وهم من قاموا بها وللاسف كانت ايضا المشكله من عندهم في عدم اكمال الثورة وتحقيق اهدافها المنشودة والتي رفعت من اول يوم خرجوا للشارع .. تشتتهم واختلافاتهم الكثيرة والعميقه , وعدم توحدهم واتفاقهم على الاقل على خطوط عريضة هو الذي اوصلنا لما نحن عليه الان ,
لا حل اليوم الا باسترجاع الثورة من الايدي التي انتهكت طُهر هذه الثورة والعمل على الحفاظ عليها حتى تحقق اهدافها كاملة غير منقوصة وبأيدي شباب طاهر نقي او حتى بأيدي جديدة لم تتلطخ بالماضي السحيق.. بأيدي امنت بالثورة كقيم لايمكن استبدالها او التخلي عنها باي حال من الاحوال ختى وهي في سدة الحكم .

الاحداث الاخيرة في مصر وايضاً ما يُرتب له في اليمن وتونس في نظري احداث صحيه وايجابية , لانها دقة ناقوس الخطر المتمثل في انحراف الثوة عن مسارها الطبيعي , وفي الحقيقه بداية الانحراف كان في وقت مبكر لكن لم ملوحوظ بالشكل الكبير الذي ظهر للسطح الان..

كلما يحدث الان يدعونا لأن ننتفض لاستكمال الثورة التي بدائنها وايصالها الى الهدف المنشود التي قامت من اجله . . حان الوقت لإرجاع طُهر الثورة الذي انتهك ومحاسبة من انتهكه والمحافظة عليها حتى تصل الى بر الامان .

الثورة عند قيامها كانت نوايا من قام بها طاهره ونقيه لذالك اثرت اثراً كبيراً , لكن بعد ان سُيست وركبها من ركب بداءت تتراجع الا وصلت لما هي عليه الان ..

الثورة قامت بها ايادي الشباب ولن تنجح الا بنفس الايادي التي قامت بها