الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٩ صباحاً

انا والبيئة

م.محمد جميل الصغير
الجمعة ، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
قبل اربعة اشهر تقريبا من اليوم كنت مثلي مثل غيري من الكثير من الناس الذين يعيشون على كوكب الارض ويمارسون حياتهم بدون ان يفكروا ابدا بالبيئة ومدى اهمية الحفاظ عليها ومدى خطورة تدميرها على حياتنا ومستقبلنا واولادنا ..

اليوم اصبحت حماية البيئة بالنسبة لي جزء من إلتزاماتي وواجباتي تجاه اولادي واسرتي بالدرجة الاولى وتجاه كل من يشاركني الحياة على كوكب الارض من البشر والحيوانات والشجر وحتى الحجر واصبحت اعتبرها امانه في عنقي ..
والفضل لله سبحانه وتعالى بالدرجة الاولى ثم ل منظمة حماة البيئة والتنمية المستدامة EPODS التي اصبحت جزءاً منها الان واشارك في ادارتها ...
----
فقد عُرف عن اليمنيين تعاملهم المستدام مع البيئة على مر العصور، فهم أول من أسس حضارة الوديان من خلال إنشاء السدود والحواجز والبرك، واستطاعوا أن يتعايشوا مع الطبيعة بتناغم كبير، فإلى جانب السدود والبرك والحواجز شيدوا المدرجات الزراعية واستوطنوا الجبال والوديان وكانت اليمن إلى وقت قريب تسمى بالعربية السعيدة.

وفي العصر الحديث مثلها مثل غيرها اليمن تأثرت بيئتها وتعرضت للانتهاكات واللامبالاة وأصبحت عناصر البيئة (المياه، الهواء، التربة) في حالة تنذر بالخطر، فاليمن مثالا بعد أن اختزنت أرضها المياه الجوفية العذبة، وامتلأت لتتجاوز حدود المياه السطحية لتفيض كغيول ومنابع وشلالات طوال العام، والتربة اليمنية وجبالها التي اعتادت على السيول والري التقليدي ومياه الأمطار الجارفة للسماد العضوي الطبيعي المغذية لتربة الوديان الزراعية، والمدرجات الخلابة والهواء النقي المتميز الذي اشتهرت به البيئة اليمنية المتنوع من الجبلي البارد المعتدل طوال العام إلى الصحراوي والسهل الساحلي الذي يحتوي على وديان زراعية تغذيها المياه العذبة القادمة من الجبال.
كل هذا الإرث تعرض خلال العقود الماضية للتدمير والعبث وأصبحت البيئة الجميلة هشة معرضة أكثر من غيرها للاندثار فالتنوع الحيوي والأشجار التي تتميز بها هذه الأرض الطيبة وإعشابها الطبية وزراعتها الطبيعية ذات التنوع الغذائي المذهل والذي لا يتميز به بلد آخر أو بيئة أخرى في العالم ، ومياهها التي استنزفت أصبحت في مراحل الاحتضار والنضوب.

فالبيئة اليمنية تعاني من العديد من المشاكل لأسباب مختلفة ناتجة عن النمو السكاني المتصاعد وانتشار الفقر وبالتالي الضغط على الموارد البيئية المحدودة اصلا . مما ادى إلى تدهور هذه البيئة وتفاقم مشاكلها.

لذلك وجدت منظمة حماة البيئة والتنمية المستدامة "EPODS" التي بدأت تهتم بالجوانب البيئية من ناحية وبتحسين مستوى معيشة السكان من ناحية اخرى وذلم من خلال تنفيذ المشاريع والتوعية والتدريب لمختلف الشرائح الاجتماعية المهتمة والمستفيدة وكذلك المؤثرة على البيئة .
وعبر إعداد وتنفيذ المشاريع المرتبطة بالبيئة و التنمية المستدامة . التنمية المستدامة الملتزمة بالجوانب المختلفة للبيئة من ناحية والتي تهتم بالإنسان ومتطلبات حياته والتي تتميز بالاستمرارية والتطوير وتهدف أولا وأخيرا إلى تحسين معيشة السكان بما هو متاح من موارد . والحرص على تشغيل الشباب والعاطلين على العمل في هذه الانشطة بالإضافة إلى العمل على ايجاد التشريعات والقوانين التي تخدم هذه العملية من ناحية ثالثه.

وهنا ادعوا جميع اليمنيين المخلصين الى ان يكونوا شركاء في حماية البيئة مع تحقيق التنمية المستدامة التي ستضمن حياة افضل لنا ولاولادنا ..