الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤١ مساءً

الذكرى ال 51 السبتمبرية..

خالد الصرابي
الخميس ، ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
كالعادة من كل عام توقد الشعلة السبتمبرية ليلة ذكرى ثورتنا المجيدة ,وليس المقصود من ذلك اخبارنا للعالم باننا فقط نحتفل بذكرى دحر اسرة ذلك النظام بل كون هناك من قدموا حياتهم فداء لانجاح عملية الانتقال بالشعب والوطن من النظام الملكي المحصور الى نطاق اوسع وهو "النظام الجمهوري" على ان الاخير هو من سيعرج بنا الى افاق مستقبلية اكثر تطوروانفتاح بعد ان كان الشعب يعيش في دائرة مغلقة وعزلة تامة عن العالم الى جانب ما كان يحكى عنه وتسرده اوراق التاريخ لحياة الظلم والجهل والمرض التي كان يعيشها ابنا الوطن وان مشاعل الثورة السبتمبرية اوقد نيرانها هيجان الغضب المتراكم في نفوس واعماق الجماهير اليمنية من رواد تلك الحقبة لهذا اعلن صبيحة يوم الخميس ال26من سبتمبر عام 1962م ثوره ضد ذلك الحكم الامامي ,واليوم هانحن نطفي الشمعة الواحدة والخمسون على مرور تلك الذكرى ومع ذلك مازال الاعتقاد سائد بان عناصر ذلك النظام والذين هم بيت حميد الدين كانوا يشكلون العائق المتين امام نهضة وتقدم البلاد بمعنى ان نصف قرن مضى على اندلاع ثورتنا السبتمبرية ولم يتحقق ما كنا نرموا اليه بل ماتزال الشعارات والهتافات الثورية مستمرة الى اللحظة مع ادراكنا التام بانها لن تكون سببا او بمثابة الحل الوحيد للمضي بنا قدما الى الامام كونها اصبحت وحسب افرازات ونتائج الواقع من اهم اسباب التقوقع والعودة الى الخلف بعد تدميرها للبنى الاقتصادية والتعليمية والثقافية والاجتماعية .ربما لاننا لم ننظر لانفسنا معلنين عن ثورة جديدة قادمة ليس التجني فيها على الانظمة بل ضد النفس والحد من اطماعها الشخصية وانا نياتها الضيقة فالحكومات المتعاقبة هي جزء من الشعب واذا ادركت يوما ما بداخلها حتما ستتجه محققة ذلك الهدف المنشود الذي سيعمل في اولى مهامه على دفن الماضي البغيض بكل ماسيه والسير في موكب وطني تتضافر فيه كافة الجهود الخالية من نيران الحقد والكراهية لتكتمل الفرحة بذكرى ثورتي 26سبتمبر و14اكتوبر والتي سالت في سبيلهما انهار من الدماء الزكية لارواح لم تضحي من اجل طمعها بكراسي السلطة او حملت بندقيتها لاقلاق السكينة العامة وترويع المواطنين بل من اجل حرية وكرامة شعب باكمله تتقدمه اجياله الصاعدة التي قطعت على نفسها عهدا بمواصلة السير على درب شهداء الثورتين الخالدتين .لكننا نحتفل بالذكرى الواحدة والخمسين دون ان نحقق حتى الامان لهذا الوطن فمن غير المعقول ان نفرح على سطح ارض جرداء دون السماح لاغصان البذور ان تسلك طريقها في الصعود لتكتمل الفرحة وقد انطلقت فراشات الزهور محلقة حول ثمار تلك التضحيات.