الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٣ مساءً

لماذا نحن العرب؟

أمينة الحيدري
الجمعة ، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
تساءلت كثيرا في الماضي و بحثت لماذا كل الانبياء الذين ذكروا في القران هم من منطقة الشرق الأوسط يعني منا نحن العرب او من عرق اليهود فنحن و هم نحمل نفس الجينات الوراثية فنحن ابناء نفس المنطقة ... و لماذا ادياننا اليهودية او المسيحية او الاسلامية انبثقت من منطقة الشرق الاوسط و هي المسيطرة على تفكير العالم ...فلم اجد اجابة
ذكر الله سبحانه و تعالى انه بعث في كل أمة رسول لكن لماذا لم يذكرهم لنا ... فهناك الكثير من الأمم العظيمة التي ثقافتهم و تاريخم مازال محفوظا .. مثل الصينيين .. و هم قوة عظيمة في الماضي و الحاضر
يخطر على البال فخرا ربما لاننا عرب و من سلالة النبي ابراهيم و نستحق ان تكون السيادة لنا ... و كنت اجيب نفسي مستحيل ... فالله عادل و لا فضل لاحد على احد الا بالتقوى
فاضيف اجابة اخرى ربما لاننا امة قديمة ان كان فرع اليهود احترفوا العلم و الكتابة و ان كان فرع العرب امتازوا بالحفظ و النقل الشفهي ... فاجيب نفسي مقارنة ليست الحقيقة فنحن كعرب كنا اجهل الامم ... و بالنسبة لفرع اليهود علومهم اتخذوها حكرا لهم ... و لم ينشروها فهناك من افضل منهم بكثير الفراعنة و الصينيين و الاغريق و غيرهم ثقافتهم و علومهم موثقة لالاف السنين
اذا ماذا يميز شعوب الشرق الاوسط عن العالم ... و لماذا اخر رساله وجدت فينا نحن العرب و نحن من تحمل مسئوليتها .... لم اجد الاجابة
اذا ماذا يميز العرب عن الشعوب الاخرى كنا اجهل الامم و كلا يقتل الاخر ... لا قانون يسود و كل يريد ان تكون السيادة له ... و هذه علينا و ليست لنا ... ستقولون ... لان العرب امتازوا في القديم بالحفظ و الشعر و غيره ... هذه مهارات كانت ايضا موجودة عند الامم الاخرى و مازالت و لكنهم امتازوا عن العرب بالتوثيق و النقل .... و في عهد العصور الاسلامية عندا اشرقت اشرقت بتزاوج حضاراتهم مع حضارة الاسلام ... و ليس مع العرب ... فمعظم قامات العلماء الشهيرين كانوا من اصول غير عربية ... و لم اجد الاجابة
عندما اقارن من مبدأ الحضارات و ليس من مبدأ الدين بحضارة العرب ... اجد كل الحضارات تفوقت و امتازت باشواط عن حضارة العرب ... اذا ما هو السر

ماهو السر ان تنبثق الاديان من منطقة الشرق الاوسط الى العالم ... و ماذا يميز العرب عن باقي الاقوام بحمل الرسالة ... و لم اجد الاجابة؟

ما هو سر هذا الاصطفاء لابناء الشرق الاوسط عامة و العرب خاصة ؟

الى ما قبل ثلاثة اسابيع انتقلت للعيش في كندا
عرفت الكنديين و اختلطت بطلاب من دول الشرق الادنى و الصين خاصة و من دول امريكا اللاتينية
و من اول اسبوع وجدت الاجابة و السر

كل الاقوام التي عرفتها عندما تنظر في مكنونات انفسهم ... اشبههم مثل السرب او القطيع
و هذا ليس انقاصا لهم و انما ... هم وصلوا لمراحل عالية من التطور الاجتماعي الاسري و الشعبي و القانوني و الحكومي ... بان اصبحت ثقتهم مطلقة في قادتهم سلبا او ايجابا (( فهم اقرب الى ان يكونوا اقواما مسيرة في مضمون المخيرة ... ناشئ من ثقافات بيئية اجتماعية سائدة منذ الاف السنين))

فعندما تعيش مع الحمام و الطيور كاسراب ..او تدرس عالم النحل او النمل ... فلهم نفس التصرفات و المشاعر و الاخلاق و الحركات و عندما يتخذون قائدا ... يسمعون و يطيعون من غير خروج عن طاعته و لا تشكيك في رايه فلهم ثقة عمياء في قادتهم فهم مقصومون صنفين قائد و سربه او قطيعه

فهم على دين قادتهم ... بمثال اخر ... اقرب توضيحا
هل رايت نحلة تخرج على مليكتها او لا تطيعها ... او رأيت طيرا خرج عن سربه و طار وحيدا ... فهم هذه صفاتهم

فلو وجدت فيهم الرسالة و فسد قادتهم فسدت رسالتهم و ضاعت و هذا الذي حدث في اقوامهم منذ الازل

اما نحن العرب و لا اتكلم عن المسلمين انما جنس العرب لا قائد لنا و لا نؤمن باحد و لا نثق باحد الثقة المطلقة و لا نقبل ان يتسيد علينا احد حتى و لو كان من بني ابينا فكل يرى نفسه سيد نفسه و هو احق بها من غيره في اي امر

و صدق الله سبحانه و تعالى : ( الاعراب اشد كفرا و نفاقا)

فلو فسد قادتنا و حرفوا ما يشاءون في دين الله لبرز منا من يقف في وجهة بكذبة
اما لصدقهم او لعزة انفسهم او لتملك السيادة و كلا يرى ان الحق معه

فلن تضيع الرسالة في العرب لان كل واحد فينا يرى نفسه انه لها و هو احق بها من غيره ... فلن يدلس علينا احد منا او من غيرنا لاننا تعرف و نعلم حقيقة انفسنا

و السر
كل يرى نفسه انه سيد نفسه و هو احق بها من غبره .