الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٧ صباحاً

مصر وسيناريو السقوط الاستراتيجي (4)

عمرو محمد الرياشي
الثلاثاء ، ٠١ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
ناولنا في الجزء الثالث ملف (الجيش المصري ) وتم افـــــــراد مقـــــال اضافي يحمل اسم (يا جيش مصر العار اطول من الاعمار ) و تم التطرق عن منظومة الفساد التي اتخمت كبار قيادات الجيش المصري .
امتعض الكثير عن ما تمت كتابته بخصوص الجيش المصري ولكن قول الحقيقه يحمل مراره قد لا يتحملها الكثير منا ولكن مرارة حقيقة الواقع افضل من تزييفها .

التخطيط الاستراتيجي لإسقاط مصر بداء بإستهداف الجيش المصري على جبهتين . الجبهه الداخليه الأولى تتمثل في دخول الجيش المصري مستنقع الصراعات السياسية ويكون طرفا فيها والجبهه الاخرى هي جبهة سيناء الملغومة بالتهميش منذ عشرات السنيين وذلك لإضعاف الجيش المصري واختراقه عبر استنزافه وتشتيت كثير من الجهد الاستخباراتي نحو الداخل على حساب جبهة الخارج وكل ذلك المخطط هو تمهيد وتعبيد للطريق امام التمدد الفارسي و الاسرائلي في المنطقة مثلما حصل ويحصل في العراق و سوريا .
الكثير يحاول عزل مخرجات الاحداث في مصر عما حولها لكن يجب ان نعلم ان ايقونه التخريب في المنطقة ليست وليدة اللحظه ولا تحدث عبثا خصوصا اذا عرفنا ان التقسيم والتفتيت محطه اجباريه يدفع ثمنها المجتمع الواحد في البلد الواحد .

لكن ما قد يغفل عن البعض هو وجود محرك نووي اصبح يستخدم في تضليل وغسل ادمغة كثير من الجماهير هذا السلاح النووي ان جاز التعبير لا يترك اثرا صحيا ولا تلوث اشعاعي وهذا السلاح الفتاك هو (الإعلام )
الإعلام
ما يدار في المنطقة من مسرحيات سياسيه يتم تسليط الضوء عليها عبر الاعلام وقلب حقائقها لصالح قوى التخريب والعبث بمقدرات الامه يكشف حجم التأمر الدولي على المنطقة وإن كانت بأدوات اعلاميه محليه لكن التخطيط الخارجي وجد ضالته عبر مرتزقة الاعلام وذباب الموائد من اعلاميين مصريين وغيرهم لكنهم دائما يتركون خلفهم الفتات الذي يدل على جريمتهم التي تحمل بصمات الدجل وتحريف وتزوير الحقائق عبر منظومة تتقمص تكوينات خلاليا سرية تظهر علنا بانها تقوم بنقل ما يجري وفي الخفاء هي وقود نووي يغذي مخططات تمهد لإسقاط كثير من الشعوب والسيطره على ثرواتها عبر اخفائها حقيقة ما يدور من سيناريو لدفن الحقيقه وابقاء الزيف والتضليل لنضل نعيش عليهما .

لذا لا حظنا سلاح الأعلام كيف استخدم بشكل غير مسبوق وبشكل يدعو للإشمئزاز في تحريك كثير من الملفات الطائفيه والقُطريه حتى وصل الى مرحله الى شيطنة كل ما هو اسلامي الاتجاه او اسلامي الهويه لينتهي في المطاف الى السخريه والاستهزاء بمقدسات اكثر من مليار مسلم فما يحصل من تمجيد لزعيم الانقلاب في مصر تحت كلمات قرأنيه وما يتطاول البعض وروج له ذباب الاعلام في مصر حتى وصل احدهم وهو يقول ان الفاشيه الاسلاميه قادها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكه.
لكن يبدوا من الواضخ انها التوصيات الامريكيه فقد حذرالرئيس الأمريكي في 2006 جورج دبليو بوش، في السابع من أغسطس من تمدد “الفاشية الإسلامية”، بحسب قوله، إلى أيديولوجية ثابتة قد تهدد بالاستحواذ على الشرق الأوسط، ولذلك يتوجب محاربتها.

لا تستغرب عزيزي القاريء انها لعبة متكاملة الاركان كان للتضليل الاعلامي دوراً محوريا وجوهريا فيها .
فمن المخزي ان يكون الاعلام العربي والمصري على وجه الخصوص رافدا وسلاحا بديلا يلعب دور رأس الحربه .
ويظل الغرب وصهاينته هو مجرد لاعبي ظل يصدرون التوجيهات لبعض وسائل الإعلام العربية والمصريه لتكون ملتزمة حرفيا بالمنهجيات الإعلامية الغربية حتى اصبحت خنجر مسموما يفسد الفكر الاجتماعي والثقافي ويجر
انتباه المواطن العادي نحو تشخيص وهمي وغير حقيقي عن اسباب معاناته ومن يتأمر على وطنه وأمته الاسلاميه والعربيه .

لذا اصبحت معركة الامه المصيريه بجانب التنميه الاجتماعيه والاقتصاديه هي مكافحة حرب التضليل الفكري التي تحاول من خلالها قوى الظلام عزل الجماهير عن واقعها الحقيقي واستبداله بواقع وهمي بعيدا عما يدور حولنا من مؤامرات لتقسيم وتفتيت المنطقة .

لقد نجحت امريكا عبر الاعلام في تسويق الحرب وبذرت الفتنه في كل من العراق وسوريا والسودان واشعلتها حرباً طاحنه وخراب دمر مقدرات الشعوب ونجح اعداء الامه نجاحا مؤزا مع الاسف فقد ظهرت تلك الجروح وهي غائره في نفسيات المجتمع الواحد وكل ذلك من اجل ان يظل سر التفوق للدخيل الاسرائلي والفارسي في المنطقة .
ما شوهد من تسويق للاعلام ضد الرئيس مُرسي وحكومته لكل خطوه كان يقوم بها كان تكشف انها حرب ظاهرها السياسة والصراعات الدولية وباطنها العقيدة والفكر !

ناهيك عما حدث بعد انقلاب الجيش على مرسي ورسم ذلك الانقلاب بانه ثورة شعبيه . وما رافقه من حرب إيدلوجيه بين مكونات الشعب المصري بين ما هو ديني وغير ديني وسخر لهذه المعركة والحرب الغير اخلاقيه كل امكانيات القوة المادية والمعنوية لشن حرب ضارية لا تخدم سوى اجنحة الفساد والاذلال للشعب المصري دون سواهم .

اخيرا
مشاركة الاعلام في احداث مصر ليس امرا مستغربا ولا مستحدثا ، فعقيدة الكذب والدجل راسخة أوجدتها الانظمه السابقه.
لكن الجديد هذه المرة هو مفترق الطريق الذى فرضه الواقع بعد ثورة يناير فظهر الإعلام غير مهتم بالثورة ولا بالجماهير ولا بضرورة الاهتمام باستقرار مصر وتضحيات شعبها ففي وسط الحروب والنزاعات التى تموج بها المنطقة ساهم تضليل الاعلام ورموزه في اشعال وتتبنى التمهيد لمشروع اقصاء التيار الاسلامى ومرر مخطط 30 يوينو لابتلاع طعم سياسي كان نتيجته القيام بانقلاب ستتغير كثير من الامور رأسا على عقب في مصر وسيندم المصريين على عقباته في المستقبل .