الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٢ مساءً

(الإصلاح) .. الذي نريد !!!

عبده محمد الفتاحي
الخميس ، ٠٣ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:١٧ مساءً
منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين والشعب اليمني يتطلع إلى قيام نهضة حقيقة وتنمية شاملة ،، ولأن هذه الآمال لن تتحقق إلا في ظل ديمقراطية حقيقية وتبادل سلمي للسلطة وهذا لم يحدث مطلقا منذ قيام الثورة ، بل إن الشعب اليمني عانى بعد الوحدة أكثر مما عانه قبل الثورة ،، لأن الحكم العائلي ( العفاشي المخلوع ) صادر جميع الحقوق والحريات ، ونهب الأموال ، ودعم الفساد والإرهاب بكل صوره وأشكاله ،، ولم يكتف بذلك ، بل أهدر الدماء البريئة التي كانت مصانة أيام الحكم الإمامي ( البائد ) .
• ولأن ثورة الشاب السلمية قامت لتكون امتدادا لثورتي سبتمبر وأكتوبر – وهذا ما أكده فخامة رئيس الجمهورية / عبد ربه هادي في كلمته (الثورية ) بمناسبة الذكرى 51 لثورة سبتمبر المجيدة – وبالفعل نجح الشباب في وضع حد لنظام( عائلي ) فاسد ،،وأعاد للشعب اليمني الأمل من جديد ليحلم كما تحلم بقية الشعوب بحياة كريمة ومستقبل أفضل لأبنائه ،، رغم أن الجميع يدرك أن تحقيق هذا الحلم ليس مفروشا بالورود ،وإنما ستكلفه ( فاتورة ) باهضة الثمن ،، وخير دليل على ذلك ما يعانيه الشعب اليمني هذه الأيام من مؤامرات تستهدف حلمه الكبير .
• لكنني أرى نفسي ملزما أن أوجه نصيحتي هذه ( للإصلاح ) كحزب ،، وإلى الإصلاح : كحركة شعبية ثورية يشارك فيها جميع فئات وأطياف الشعب اليمني . أما الإصلاح : والذي أعني فيه ( التجمع اليمني للإصلاح ) هذا الحزب المتماسك والذي أثبت أنه حزبا ثوريا وطنيا ناضجا قادرا على لعب دور محوري في مستقبل اليمن ، وكان محور العملية السياسية وصانعها خلال مرحلة تعتبر أصعب مرحلة يمر فيها اليمن في التاريخ الحديث ،، والمتمثلة في قيادته للمرحلة التغيرية بشقيها : الثورية ، والسياسية ،، فقد لعب أعضاؤه الدور البارز في الشق ( الثوري ) من خلال الزخم الجماهيري الذي كان يمثل أعضاؤه السواد الأعظم ،، وأظهرت قيادته العليا حنكة سياسية – قل نظيرها – من خلال إدارتها وقيادتها للشق ( السياسي ) التي أنتجت ( المبادرة الخليجية ) رغم الحيل والخدع والعراقيل التي كان يفتعلها ( المخلوع ) .
• إن ( التجمع اليمني للإصلاح ) يحتاج إلى إعادة نظر في كثير من الأمور التي تتطلبها المرحلة القادمة ،، مرحلة بناء اليمن الجديد ،، نريده وهو الذي يدعو إلى ( تبادل سلمي للسلطة ) أو ديمقراطية حقيقة ( شورى ) ،، أن يمارس هذه العملية داخل كيانه الكبير ،، رغم أننا ندرك أن هناك تطورا ملموسا خلال السنوات الماضية ،، لكنها غير كافية ،، إننا نريد من (الإصلاح ) أن يكون لديه الشجاعة والجرأة أن يتقدم بخطوة كهذه ،، وما أعنيه هو إعادة النظر في لوائحه الداخلية التي تساعده على هذه النقلة ( النوعية ) التي ستنعكس إيجابا على اليمن كله ،، إن الممارسة الديمقراطية الحقيقية ليست شعارات ترفع ،، وإنما واقع يطبق ،، فقد سئمنا ( لعبة الكراسي ) وتبادل المناصب ،، والإنتخابات الشكلية ( إخراج مزيف ) ،، وآن الآوان للقيادة التاريخية – مع كامل تقديرنا وأحترامنا لدورها – أن تتقاعد ، فقد فاقت ( المخلوع ) في حكمه .
• نريد من يتولى منصبا قياديا ألا يترشح لأكثر من فترتين ،،ولا يحق له أن يترشح في منصب آخر ،، ليأتي غيره ،، وبهذا تدور العجلة ،، وتتجدد الدماء ،، وبهذا يكون قد مارس الديمقراطية الحقيقية – وليس الشكلية – وعندئذ سيكون صاحب الكلمة العليا ، واليد الطولى في الشارع اليمني .
• أما الإصلاح : كحركة شعبية ،، فإنني أنادي جميع الاحزاب السياسية بنفس النداء ،، وعلى رأسهم : الشرفاء من قادة المؤتمر الشعبي العام ،، عليكم أن تتبرأوا من المخلوع ،،وألا يربطوا هذا الحزب العملاق ،، بقزم ( مخلوع ) قاتل خائن . إن التاريخ لا يخلد سوى العظماء وهم قلة وهم من يقفون مع الشعوب وليس مع الأشخاص ،، وليثبت الجميع أن الولاء الذي يجمعهم هو ( مصلحة اليمن ) .