الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٩ مساءً

خاصية التمدد !

أحمد مصطفى الغر
السبت ، ٠٥ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
فى الفيزياء الحرارية يُعرف التمدد على أنه زيادة حجمية أو طولية للشئ نتيجة تعرضه للحرارة ، وفى حياتنا اليومية نشهد صوراً أخرى لخاصية التمدد ، للدرجة التى جعلت الخاصية تتحول إلى ظاهرة تستحق الدراسة ، فى بلادنا يمكن لاتوبيس النقل العام أن يتمدد ليستوعب عدد ركاب يفوق كثيراً ما هو مفترض أن يحمله ، يتمدد الممشى بين المقاعد ليقف به عدد من الأفراد يفوق من هم جالسون ، يقف على بابى الاتوبيس عدد ليس بقليل وهو ما يجعل الاتوبيس يدور بدرجة معينة حول محوره ، ونادرا لو وجدت اتوبيساً للنقل العام دول ان يكون مائلاً بقليل جهة بابه .

شوارعنا أيضا تمتاز بنفس الخاصية إذ يمكن لأرصفتها أن تحتمل المارة من الناس إلى جانب إفتراش الباعة الجائلين لها ليشكلوا محلات طولية الشكل و هو ما يمكنك من عمل "شوبنج" إذا كنت ذاهباً لزيارة شخصاً ما أو اداء مشوار هام ، وفى بعض الأحيان يمكن لموتسيكلات الديليفرى أن تسير عليها فى حالة إزدحام الطريق بالسيارات ، وهو ما يمنع تاخر وصول الوجبات الى طالبيها!

تتمدد الفصول الدراسية لتمتلأ بأعداد كبيرة من التلاميذ ، ذلك عندما كانت التلاميذ مازالوا يذهبون إلى المدارس ، فقد ترك معظمهم المدارس حفاظاً على أنفسهم من إضاعة الوقت وإكتفوا بالدروس الخصوصية كوسيلة سهلة للوصول إلى المجموع المطلوب ، لدينا كل شئ قابل للتمدد فحتى سلة المهملات ــ إن وجدت ــ ستجدها مكبسة بما يزيد عن طاقتها بضعف أو ضعفين ما هى مصممة لتحتويه .

التمدد ليس خاصية مقصورة على الأشياء فقط ، بل تمتد هى الأخرى لتصل الى الأشخاص ، إذ يمكن لمسئول كبير فى منصب مهم أن يعيّن أقاربه وجيرانه و أهله فى البلد فى وظائف متعددة فى مجال عمله ، وقد يتمدد الامر ليوظفهم فى وزارات ومصالح أخرى غير التى يعمل فيها.

قى ظل حكم رئيس كان يخطط ليمتد حكمه من بعده إلى ابنه ، قد صادفت فى جلوسى بالقطار المتجه الى إحدى محافظات الصعيد لحضور إحدى الندوات ، أننى قد جلست بجوار أحد القضاة ، الرجل كان بلغيا ولبقاً فى حديثه ، وعندما وصلنا بالحديث إلى نقطة التوريث وتمدد الوظائف فى الأسرة الواحدة ، أخبرنى الرجل بأن الجامعات كانت هى صاحبة السبق فى موضوع التوريث الذى يعارضه بشدة ، الأغرب أننى عندما وصلت الى المحافظة التى كنت أبغيها ، علمت وأنا هناك أن ابن هذا القاضى يتم إعداده ليتم تعينه بالسلك القضائى !