الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٤ مساءً

بعد تلفونه بنعمر سيضيع مؤتمر الحوار

عبدالوهاب الشرفي
الأحد ، ٠٦ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
حسب ما تناقلته بعض المواقع الاخبارية أن المبعوث الاممي جمال بنعمر طلب من الأعضاء في لجنة الـ (16 ) احضار تفويض رسمي من المكونات التي يتبعوها في مؤتمر الحوار من اجل التوقيع يوم الاحد القادم على صيغة نهائية اعدها بنفسه لشكل الدولة القادمة لليمن , وذلك بعد ان وصلت تداولات اطراف اللجنة الى طريق مسدود , وبحسب ما تناقلته المواقع انه فوق ذلك قد طلب منهم ذلك بطريقة فجة لا تليق به كمندوب اممي ولا تليق في حق الاطراف التي يؤدي دوره فيما بينها .

هل يعقل ان يصل الامر الى طلب المندوب الاممي جمال بن عمر تفويضا من كل الاطراف في لجنة شكلت للاتفاق على واحد من اهم ملفات الحوار الوطني بالتوقيع على الرؤية التي اعدها هو لشكل الدولة وللأقاليم في يمن ما بعد الحوار ؟! , وماذا يعني ذلك ؟ وكيف وصل به الحال لان يطلب طلبا كهذا ؟ .

هل من حق مندوب اممي ان يطلب هذا الطلب وفي مثل هذا الملف بالذات " شكل الدولة " , ماذا لو كان بنعمر في مهمة مماثلة في اي بلد أخر هل كان سيطلب مثل هذا الطلب ؟! , الا يمثل ذلك ضربا للحوار الوطني عرض الحائط طالما ان هناك من يجب على الاطراف اخذ تفويض سلفا من مكوناتهم بالتوقيع على ما قرره هو , وبالتالي اعتبار ما قرره هو احد مخرجات الحوار الوطني لواحد من اهم ملفاته ودون حتى ان يكلف نفسه ان يطلعهم فضلا عن ان يتناقش معهم على ما هو الذي سيوقعون عليه " يوم الاحد " ؟ !

كيف اصاب كل هذا " الانتفاخ " جمال بنعمر ليطلب مثل هذا الطلب , فقد فشلت كل الاطراف الوطنية بكل درايتها وكل تجربتها وكل تصوراتها في الاتفاق على شكل للدولة القادمة ومن سيقرر لها شكل الدولة هو " فرد " وليس طرفا وليس لدية من مقومات التقرير في هذا الشأن ما يتوفر لأي طرف من تلك الاطراف كونها وطنية بينما هو قادم من بلد اخر , وحتما سيكون ما يقرره هو " الصح " ويجب الاستعداد للتوقيع عليه , ومن اراد ان يوقع فليوقع ومن لم يرد فلا يوقع وان الصيغة التي قررها هو هي النهائية " ولتكن ما كانت " !! .

ما مدى انسجام طلب كهذا مع مهمة جمال بنعمر التي تتمثل في المساهمة في التنسيق بين الاطراف الوطنية وتحفيزها والدفع بها لإنتاج حلول لمشكلاتها ومشكلات البلد بنفسها , وما مدى انسجامه مع المبادرة الخليجية التي تعطي حق المرجعية في حالة عدم التوافق لرئيس الجمهورية وليس للمندوب الاممي , وما اذا عن اطراف الحوار التي لا تمثل اطرافا من اطراف المبادرة وليس لها مرجعية تنتهي اليها اصلا , وما مدى انسجام ذلك مع السيادة ومع حق اليمنيين في تقرير شكل دولتهم حتى يلزم اليمنيون بقبول ما قرره بنعمر سلفا , ولم بقدمه للأطراف المعنية لقبوله كمقترح منه للنقاش وانما كصيغة نهائية ينقصها فقط " الامضاء " منهم !! .

ما مدى انسجام هذا الطلب مع نظافة وحياد الدور الذي يلعبه جمال بن مر في اليمن و الذي يحتم عليه ان لا يورط الاطراف في التزام لا تعرفه فضلا عن لا تقتنع به , وما مدى انسجامه مع منهجية الاداء بالنسبة لمبعوث اممي عندما يكون لديه مقترح ما كان عليه ان يضعه " كمقترح " لكل الاطراف ويناقشه معهم بكل وضوح ويصل بهم الى القناعة به او قبوله مع بعض التعديلات ولا مانع حتى من رفضه , لا ان " ينقلب " دوره الى الدفع باتجاه ألغاز و أحجيات و مفاجئات و " استعراض " بكونه القادر على النجاح بعد ان فشل الاخرون جميعا وما يقرره هو " ما يخرش المّيه " " مضمون " !! .

الا يمثل هذا الطلب شيء من التطاول عندما يلوح بالعقوبات ضد من لا يلتزم بما يقرره مع ان التلويح المفترض صدوره منه هو بحق من يعرقل الحوار وليس من لا يمتثل له , والا يمثل ذلك تجرؤ على اليمن واليمنيين عندما يستخدم سلطة محددة له بالتنسيق والإعانة على التفاهم بين الاطراف الوطنية ليفرض بها على اليمنيين حلول من ابتكاره وفي شأن من أهم شئون بلدهم وعليهم القبول بها ايا كانت و كأنهم لا يملكون من امرهم شيئا , وان ارادته هي النافذة ومن لم ينفذها سيلطب له العقوبة من " العالم ".

الا يستوعب جمال بن عمر الفرق بين تجربة سابقه كانت في ظاهرها مشابهة لهذا الطلب عندما اخذا تفويضا سلفا له في تحديد الحصص لكل طرف في عدد مقاعد المؤتمر وبين هذا الطلب الذي يمثل نسف للحوار كحاجة للبلد و إلغائه كمبدأ , الا يفرق بين توزيع " تركة " وبين تحديد " تركة " , ولا بين خلق توازن بين الاطراف المعنية وبين ألغاء دورها فضلا عن التعريض بعدم وجود " لزمة " لها .

مواقع الاخبار كانت قد تناقلت ايضا خبرا بان بنعمر قد اضاع تلفونه في موفمبيك ما اضطر فخامة الرئيس هادي ان يأمر بإغلاق الابواب ومنع خروج احد حتى يوجد تلفون بنعمر , وتلفون بنعمر ليس كتلفون " واحد دخل سوق القات " فهو يحوي وثائق مهمة كتراسلات مع مختلف الاطراف وغير ذلك مما يتعلق بمهمته في اليمن ولكنه سهى عنه , وعلى ما يبدوا ان بنعمر سيضيع الحوار " بكله " بطلبه تفويض من المكونات للتوقيع على صيغة نهائية لشكل الدولة هي حتى الان فقط في رأسه لا يدرون عنها شيء الا عند " الامضاء " عليها , وبالطبع اذا ما صح التصريح الذي ادلى به احد اعضاء مؤتمر الحوار عن انه قد طلب ذلك .