الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٨ مساءً

ثلاثة فقط فهموا ما يعني جائزة نوبل للسلام

حمدي نعمان
السبت ، ١٥ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٠١ صباحاً
من خلال التعليقات للعديد من مشاركي الفيسبوك والمواقع والمنتديات ، أومن كتّاب ، أو ناطقين إعلاميين للنظام ، أو من أمن قومي ، أو متفلسفين جهلة ، أو حاسدين مستنقصين للمرأة باسم الدين أو باسم العادات والتقاليد .. قرأت تحليلات ناقصة ، وحجج واهية ، وفبركات يائسة .. هذا لمن يعتبرون مثقفين .. أما غير المثقفين ممن يحملون شهادة في السفاهة ، فقرأت شتائم ، وعبارات وسخة ، وألفاظ سوقية لا ترتقي إلى مستوى النقد .

لكن لكل هؤلاء نقول : قولوا ما شئتم .. اكتبوا كما يحلوا لكم .. سبوا اشتموا كما هي عادتكم وهي بضاعتكم وثقافتكم ، ودليل على غبائكم وضحالة ثقافتكم ، ويكفي هذا النظام دليلا على فساده ، هو أنتم وصدق من قال : كل إناء بالذي فيه ينضح .. لكن لايعنينا أنكم لم تفهموا فهذا شأنكم ، إنما يعنينا ويكفينا أن الذي فهم ماذا تعني ( جائزة نوبل للسلام ) هم ثلاثة فقط :

*** الأول : ( علي عبد الله صالح )

*** الثاني : شباب الثورة الأحرار ، وتوكل كرمان واحدة منهم

*** الثالث : المجتمع الدولي ، وعندما نقول : المجتمع الدولي ، لا يعني أمريكا أو أوباما ، كما يحلوا لكم أن تصغروا كل شيء على مزاجكم وفهمكم ، وإنما المجتمع الدولي يعين العالم أجمع الذي يضم ( العالم العربي ، والأوربي ، والصيني ، والهندي ، والأمريكي ، والروسي ..... عدا بلاطجة علي صالح لأنهم لايفهمون ، ويكابرون ، ويستحقرون وهذه طبيعة وعادة الظلمة وأعوانهم ، ونذكركم بزميلكم ( أبو جهل ) عندما صعد عبد الله بن مسعود على صدره ليجزّ رأسه قال له بكبر ككبركم ( لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا روعي الغنم )
*** لكن دعونا لنقول لكم أولاً ( كيف فهم علي صالح ) ماذا تعني الجائزة ..

*** علي صالح خرج في اليوم الثاني من الجائزة كالمذعور ، رغم حالته الصحية ، وبدا ذلك من هرش يده أمام الميكرفون ، وعدم قدرته على مصافحة بقية حاشيته ، لكنه أصر وخاطر ليظهر لمحاولة طمس الفرحة الغامرة لشعب اليمن ، وليخفف من هول الصدمة على من تبقى معه ويطمئنهم بأنه لازال موجودا هنا .. بل ومن شدة صدمته صدم أتباعه ، عندما أعلن بدون وعي بأنه سيستقيل في الأيام القادمة ، مما أربك أتباعه وجعل الناطقين الإعلاميين بهستيرية مخزية ، يتواصلون مع القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة ، بأن قصد علي صالح في الأيام القادمة معناه ( أشهر ) وأخر جهبذ بارع في السخافة قال : الرئيس يقصد الأيام القادمة ( نهاية 2013م ) وأما ياسر اليماني فحدث ولا حرج فالرجل يهرف بما لايعرف ، وقد صرّح أحد مقربي الرئيس بأن ياسر يأتي بكلام من عنده ولا أحد يتواصل معه أصلا ولا يدري ما يدور في السلطة ، المهم ما علينا كله ( أكل عيش ).

*** فهم علي صالح أن ( الجائزة ) تعني أن كذبه على العالم ، وافترائه على شعبه وإظهاره أمام العالم بأنه ( شعب إرهابي ، وقنبلة موقوتة ، وقاعدة ، وإخوان مسلمون ، خارجين على النظام والقانون ) كل ذلك سقط بالجائزة ، ولا يمكن أن يصدقه العالم بعد اليوم ، ولن ينظر إلى هذا الشعب المسالم بعد اليوم على أنه إرهابي ، ولن يزودا هذا النظام بالسلاح والمال ، ولن يهان أي يمني بعد اليوم أو يسجن في جوانتاناموا ، أو يطالبون بالزنداني ، أو المؤيد ، أو بأي مناهض لعلي صالح بعد اليوم ، فقد ظهر الشعب أمام العالم على عكس ما كان يصوره علي عبد الله صالح ، وإعلام علي صالح ، وبلاطجة علي صالح ، وعلماء علي صالح

*** فهم علي صالح بأن كافة المنظمات العالمية ، والقنوات الفضائية العالمية ، غير مقتنعة بتشدق الرئيس ونظامه بالإنجازات المزعومة ، فلو كان هناك إنجازات لما خرج هذا الشعب أمام عدسات العالم يطالبون بأبسط الحقوق من ماء وكهرباء وغذاء ودواء وتعليم وأمن وقضاء عادل . . وأن الجائزة ستجعل الكثير ممن لا يعرفون اليمن ، من الآن سيبحثون عن بلد في الخارطة اسمه ( يمن ) .

*** فهم علي صالح الجائزة على أنها فضيحة أمام دول المانحين الذين ظلوا يدعمون هذا النظام بالمال والقروض من أجل إحداث التغيير ، فلم يروا سوى الجهل والفقر والمرض ، فلا مجال لمنح هذا النظام السارق أي أموال أو معونات ، حتى لو ظهر يحي وعمار وأحمد و بلاطجة النظام يستجدون أمريكا بأن ترحمهم وتتصدق عليهم حتى بالمبالغ التي كانت مخصصة لمكافحة الإرهاب .. ياحرام .. لا تعاون بعد اليوم.

*** فهم علي صالح بأن الجائزة هو ظهور امرأة عرفها العالم ، وبحكم هذه الجائزة ، فتوكل مخولة بتقديم ملف صالح الإجرامي للعالم ، لمحاكمته على الملأ كما حوكم سفاح يوغسلافيا

*** فهم علي صالح بأن الجائزة أعطت توكل حصانة دولية وقد فوّتت عليه عادته السيئة ( الاغتيال ) للقادة البارزين كما فعل مع الكثيييير ، فلو حاول المساس فقط بتوكل سيلعنه العالم أجمع ، يا خسارة يا علي صالح حرق اتصالك بطارق كرمان الأخيرة تهدده بتصفية أخته إذا لم تسكت ، حاول جرب الآن .

*** فهم علي صالح الجائزة بأن العالم لوكان صدّقه بأن الشباب في الساحات هم من ( قتلوا أنفسهم في جمعة الكرامة ، أو أنهم يدسعون الشيوبة ، أو أنهم يقصون لسان الشاعر ، أو أنهم يحتلون المؤسسات ، أو أنهم يقطعون الماء والكهرباء ، أو يفجرون أنابيب النفط ، أو يحولوا المدارس إلى ثكنات عسكرية ) لو كان صدق كلامه العالم ، لما منحوا الشباب جائزة السلم لأول امرأة قالت لعلي صالح ، إرحل .. مسكين ذهبت خطاباته سدى ، وابن دغر ما نفعه الفرّاك ، وسلطان البركاني طلع موسوس خاسر .

*** فهم علي صالح بأن الجائزة فضحت ديمقراطية علي صالح المزعومة ، وفقاعة الانتخابات لا تنطلي على أحد بعد اليوم ، فمشاريع الحاكم طلعت كلها مزورة وخطاباته مزورة ، فما منح العالم الجائزة إلا لشعورهم بأن علي صالح أسوأ رئيس عربي متشبث بالسلطة ، وكم هي عظيمة هذه المرأة أن تناطح أكبر ديكاتور في التاريخ الحديث ، واستطاعت بإصرارها ومساعدة إخوانها وأخواتها زعزعة أركانه ، وهد بنيانه ، رغم أن العالم أجمع وقفا عاجزا أمام عناده واستكباره ، وبقوا طول هذه الأشهر يدللونه ويراضونه ويعالجونه ويتواطئون معه ، ليس حبا له ، وإنما من باب شر الناس من يبسم له الناس اتقاء فحشه .

*** فهم علي صالح الجائزة بأنها ضغط على بعض الدول التي لا زالت تداهن وتجامل علي صالح ونظامه .. بحيث سينظر إلى هذه الدول على أن وقوفهم مع طاغية سفاح ( مخزي ) فبدل أن يقف الغرب مع شعب عربي مسلم ، مسالم ، مظلوم ، جيعان ، خائف ، كان الأولى أن يكون للدول العربية موقفا أفضل مع الشعب الذي اعترف العالم بسلميته ، وكأن لسان حال الجائزة تقول : عار عليكم أنكم لم تبادروا لكسب الشعب اليمني ، وعار عليكم الآن لو وقفتم بعد الجائزة مع حاكم ونظام إرهابي ، ولو وقفتم الآن لنظرت إليكم شعوب العالم نظرة استحقار واستصغار ، وسيلحقكم العار ، وأي عار.

*** فهم علي صالح الجائزة جيدا ـ أيها .... ـ من فقد فهم بالضبط بأن سلطانه ، وجبروته ، وترسانة أسلحته ، وحيله ومكره ، وأتباعه وأقاربه ، وإعلامه ومؤسساته العائلية ، وسجونه ومخابراته ، كل هذه وقفت عاجزة ذليلة صاغرة ، أمام قوة وصلابة ، وإصرار وقوة وحنكة ، وشرف ، أمرآة ضعيفة البنية ، من سلالة بلقيس ، متمثلة بـ ( توكل كرمان ).

*** أما كيف فهم العالم ( ماذا تعني الجائزة ) فقد فهموها جيدا وهم أذكى من علي صالح ، وأزلامه ، وهي الجائزة الأولى على مستوى العالم مهما صغرها الجهلاء ، أو حرمها العلماء العملاء ، بقصد أو بدون قصد ، والله ينصر المظلوم بعز عزيز أو ذل ذليل ، فقد ربى موسى فرعون ، وحرس أهل الكهف كلب ، وغطت على الغار عنكبوت ، وو الله لو كان حصل علي صالح هذه الأيام جائزة ( أوسكاااااار ) لرأينا صنعاء تشتعل نار ، ولغطت صحفه وقنواته بأول وآخر الأخبار... ولأفتى علماء الدفع المسبق بأنه هذه الجائزة لاتمنح إلا للأتقياء الأبرار ، ولو قال لهم العارفين ، بأن هذه الجائزة يمكن أن تمنح حتى للرقاصين .. لكن الجندي ، والشامي ، واليماني ، والصوفي ، سيبررون وسيقولون ، وهل هناك أي ضرر ، أليس فخامة الأخ/ علي عبد الله صالح " حفظه الله ورعاه ، من أكبر الرقّاصين على رؤوس الثعابين. **** أما كيف فهم الشباب الجائزة فهذه دعوها للأيام ، فلا يفهمها إلا ذو بصيرة وصاحب حرية وكرامة ، فانتظروا كيف فهموها عملياً في الأيام القادمة . . ففعالهم هي التي تتحدث عنهم .. فهنيئا لك يا بنت الكرام ، ويا بنت عبد السلام ، وياثائرة شرعب السلام ، و يا فائزة بجائزة نوبل للسلام.