الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٢ صباحاً

آآه يا دنيا الضجيج..!

عبدالله الخراز
الاربعاء ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
يمشي الفتى فوق الأرصفة ليبتعد عن شوارع الظلام ومسالك السواد..



وفجأة ارتعد الفتى خائفا وبدأ بالركض بعيداً عن مصارع الأرصفة وحراك الطرقات لترسوا أقدامه على صحراء قاحلة مظلمة كالحة, لا تنظر العين إلا للسواد ومقتبس من نور النجوم في السماء..



تنهد الفتى تنهيدة الأتعاب والأحزان تنهيدة الكآبة في الأزمان, تنهد الفتى وقال في فتور واضمحلال: “آآآه يا دنيا الضجيج..!”



مواطن الحياة باختلاف ارتفاعاتها وانهباطاتها إلا أنها تضج..

تضج بالخير وتضج بالشر وتصرخ في إناء صالح وفاسد, لا تهدأ ولا تسكن بخيراتها وبلاويها هي ترسم الضجيج في القلوب والنفوس وتسكن الأرواح..

يكابد البشر أتعاب الحياة ثم يتنهدون سوياًّ: “آآه يا دنيا الضجيج..”

يتعاركون ويتصارعون فيها ثم يقولون: “آآه يا دنيا الضجيج”



يستكبر الظالم بجاهه ويتغطرس الغني بخيراته فتمتلأ الدنيا ضجيجاً..

المصالح أضحت كقماش يتسارع إليه الثيران لتأنيبه ب”النطح” حتى وإن أدى ذلك إلى نطح من أمسك بطرف القماش..!

تلك هي مصارع الضجيج..!

ضجيجٌ في الطرقات, ضجيجٌ في المنازل, ضجيجٌ في التلفاز والمذياع, ضجيجٌ لا يرقب السكون فلا تبتأس وساير الضجيج واعمل للسكون فاليوم أنت هاهنا وفي غدٍ تكون بين رحمات الإله نرتقب هل اكتسينا بالأجور و اكتسبنا الحبور لنلعن الضجيج للعبور..!



يا أخي..لا تضع الدنيا في مرافئ القلوب بل اجعلها على سطوح الكفوف ودع آخرتك هي في الفؤاد قابعة..
تخلَّص من دنيا الضجيج في قلبك وتنهد كثيراً فيوماً ما أنت مُفارقها بمصالحها وصالحها..!



“في الجنة سننعم بالهدوء يا دنيا الضجيج..!”