الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٧ مساءً

الرئيس (هالح) .!

د . أشرف الكبسي
الاربعاء ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
لم يكن صالح مجرد رئيس ، بل أكثر بكثير ، ولم يكن هادي نائبا للرئيس ، بل اقل بكثير، واليوم تغير حال الأول اقل بقليل ، والثاني أكثر بكثير ، أما نحن فكما كنا..حظنا قليل ، بل أقل بكثير ، كااااابوس ، لا بل أسوأ بكثير ..!
متى سيدرك الجميع أن الثاني ليس نقيضا للأول وإن اختلف معه ، وأن صالح وهادي ليسا إلا (هالح) ، كما أن المعارضة (المشترك) لم تكن يوما نقيضا للنظام (المؤتمر) ولا بديلاً مقبولاً له ، اتفقت أو اختلفت معه ، فهما ومن على شاكلتهما ، ليسوا إلا (مشتمر) ، قل أو كثر.!

لم يكن صالح يجيد الرقص على رؤوس الثعابين اعتباطاً ، فهي نتاج مزرعته وتربية يده ، وإن على سيدها يوما خرجت ، لا لأنها على حشائش الربيع ثائرة زحفت ، ومن أجل شعبها كما تدعي بادرت واتفقت ، فالسم فيها باق أبدا ما بقيت ، هل سمعتم بالله يوما عن ثعابين تابت ، لعمري أنها وسيدها ترقص اليوم على رؤوسنا كما كان وكانت..!

يؤدي هادي دوره الذي يجيد حسب سيناريو المبادرة ، دور البطولة لشخصية بلا ملامح ، فهذا ما تقتضيه المرحلة. أليست الثورة والمبادرة ، الحكومة والحوار ، والحياة برمتها بلا ملامح ؟ أليس من السذاجة بمكان أن يعقد البعض مقارناته بين شخصيات مختلفة تؤدي أدوارا مختلفة ، على مسرح الانتفاع والنفوذ والمصير المشترك لا لشيء ، لإرضاء الجمهور (الكومبارس) ، فيطلب من النائب السابق تأدية دور الثائر الحالي ، ومن الرئيس السابق القبول طواعية لعب دور الطاغية المخلوع ، بعد أن اتضح - في نهاية الفيلم الهنديمني- أن الأخ الغير شقيق لزعيم العصابة ، يحمل على ساقه اليسرى علامة الثوار الأحرار ، ما يعني انه البطل المنتظر ..؟

نحن اليوم محشورون جميعا في موفنبيك ، بصالحنا وهادينا ، بوحدتنا وانفصالنا ، بكلافيتنا وهلافيتنا ، لا لأنها إرادتنا ، بل لأننا ندفع ثمن فشلنا ، وكأن النظام الذي إسقاطه أردنا ، كالثوب الذي خلعنا نصفه ، ولما صار رأسنا في المنتصف توقفنا ، لا لأننا أردنا ، بل لاننا مجددا خدعنا ، وذهبنا قسرا هادي انتخبنا ، فصار لزاما علينا أن نرى في الصحو كابوسنا ، ونستمع عنوة لحفيف نخبتنا ، وقد تضاعفت إضعافا فينا أفاعينا ، تمزق أوصالنا وتقلمنا بأنيابها اقاليما..!

في وطن بلا ملامح ، وفي عهد الرئيس (هالح) ، إن فشل الحوار ستكون كارثة ، بل أكثر بكثير ، وإن نجح الحوار فستكون أيضا كذلك ، وربما اقل بقليل..!