الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٣ مساءً

إنسان مدني حديث !

أشرف الكبسي
الأحد ، ١٣ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
حتى أنا قابل للتشطير والتقسيم إلى فيدراليات وعشرات الاقاليم ، بعد أن ضاقت ببعضها متناقضاتي ، وتلاشت ملامحي على سطح مرآتي ، وتنازعت فيني شياطيني وملائكتي ، نصفي الثائر يصرخ بنصفي الجائر ، وبينهما يقف الأنا الحائر.. في رأسي يعتصم شبابي ، ضد مراكز نفوذ انقيادي ، وبعض مفرداتي تطالب بانفصامها عن شخصي ، وترفع في رأسي لافتات ضدي : (دحباشي محتل، براع يا استعمار ، ملكي رجعي ، اثنا عشري ، إرهابي )... فما عدت ادري ما أنا وما مرجعيتي وأين حدود خطأي وصوابي ، وكيف يرضى عن المي قلمي ، وكيف اسير بينما تقف بوجهي قدمي..!

ما الظلم وما عدالتي ، ما عروبتي وما يمنيتي ، ما الشمال لي وما جنوبيتي ، ما حوثيتي وسلفيتي ، ماذنبي وما قاعديتي ، إن أنا فقدت بقايا آدميتي..؟

كم أنا بحاجة ماسة لمؤتمر حوار يجمع على طاولتي أطراف (ذاتي) ، علي ألملم اجزائي وذاكرتي المبعثرة ، وهواجس كينونتي المتناحرة ، وأتمكن من إعادة صياغة عقد وحدة نفسي ، واستعادة هويتي الوجودية ، في (مجموعة) إنسان ، مدني وحديث..!