الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٩ صباحاً

السياسيون يشبهون شوارع اوطانهم

عبدالله محوري
الأحد ، ١٣ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
نبدأ بالسؤال الفلسفي الازلي من وجد اولا البيض ام الدجاجة. من هو المسئول الاول عن نظافة الشوارع ؟ هل هم السياسيون الذين يشبهون شوارع مدّنا؟ أو ان الشوارع هي المسئولة عن ولادة هؤلاء السياسيين الذين لا تعنيهم البيئة والنظافة؟

اولا يجب علينا كشعب ملء او ردم الفجوات بين السياسي والشارع ؟ باعتبار اننا شعب مسلم ,و النظافة هي من صميم عقيدتنا.. على هذه القاعدة نقوم بتقييم العادات السيئة التي نمارسها قبل الحديث عن الشبه بين السياسيين و شوارع بلدنا.

من عاداتنا السيئة كل ما لا نحتاجه نرميه في الشارع اذا كان معنا علاقي بلاستيك فاضي نرميه في الشارع .. قنينة ماء فاضي او علبة دخان فاضي او منديل ورق بعد ما نمسح به اخشامنا نرميه في الشارع ..بقايا القات والمأكولات من خضار او فواكه, وغيرها نرميه ايضا في الشارع .المهم اي حاجه نستغني عنها.. مكانها الشارع. هذه هي علاقتنا مع الشارع وعاداتنا في البيت لا تختلف كثيرا عن عاداتنا في الشارع . الفرق في الحمولة فقط. بعد نهاية كل وجبه نقوم بلف الفضلات الباقية من رز وعظام حيوان او سمك في كيس ونرميها في الشارع ,على الأرصفة تنتظرها القطط والكلاب الضالة والذباب والفئران والجرذان تتكاثر حولها الجراثيم و الأوبئة. دون ان نسأل انفسنا مره واحده ليش نرمي فضلاتنا في الشارع هكذا؟ ليش الشارع تصبح مقالب للزبالة عندنا ؟هل هذا الشارع ليس له علاقه بالمحيط الذي تعيش فيه الناس؟

الشارع هو الامتداد الطبيعي للمنازل وهو المكان الذي يلعب فيه الصغار ويلتقي فيه الكبار. ونظافته لا تقل اهميه عن نظافة غرفة النوم. لهذا السبب السياسيون يشبهون اماكن طفولتهم .انهم يشبهون الشوارع التي ولدوا فيها, ويمارسون هواية رمي الزبالة في الشوارع كما كان ابائهم يفعلون.

على قدر الدخل يكون كبر الزبالة وكل ما فتحها الله على السياسيين الذين تربوا في الشوارع المقلبه كلما كثرت اكوام الزبالة على الأرصفة ,و كثرت حولها القطط والكلاب الضالة .ان دخل السياسي هو الذي يحدد حجم زبالته وكلما كثرت امواله كبربت زبالته. كل سياسي يحتاج جيش من الزبالين الذين يحملون زبالته من منزله الفخم ورميها في الشارع.

في الاوطان النظيفة ترى افراد الشرطة يمشون في الشوارع الأنيقة على الاقدام او على دراجات هوائية( بايسكل) دون خوف ان تهاجمها الكلاب الضالة او القطط المتوحشة .السبب ان سياسي الشوارع النظيفة لا يرمون زباله على الارصفة ,و الكلاب والقطط في الشوارع النظيفة لا يسمح لها بالخروج دون مرافق ,وعلموها السير بصحبة اسيادها فقط .السياسيون في البلدان النظيفة ولدوا في شوارع نظيفة ,ولا يحتاجون لحراس ومصفحات تحميهم .البلدان التي تعج شوارعها بأكياس الزبالة ,وتغرق طرقها ,وشوارعها بمياه الصرف الصحي ,و تجبر مواطنيها على التنقل بين شوارعها وحاراتها على الاقدام حفاة ,ومياه الصرف الصحي للركب يولد فيها سياسيين يشبهون شوارعها تماما.

كل وافد غريب يزور مدّنا ويتجول في شوارعها يأخذ انطباع سيء جدا عنا, لان شوارع المدن هي المرآة التي تعكس مدى نظافة ,وثقافة و تمدن وحضارة الشعوب التي تعيش فيها. أريد الدخول في تفاصيل اكثر عن نظرة الاجنبي الذي يزور بلادنا لكن نظرا لحساسية الموضوع يكفي ان نعرف ان السياسيون اليوم هم صوره طبق الاصل لشوارع بلادنا بلا منازع.

اكيد سيأتي يوم تكون عندنا شوارع نظيفة, بيئة نظيفة ,ومياه نظيفة بشرط اولا ان تكون عندنا قلوب نظيفة. كل شيء ممكن ليش لا.. طريق الالف ميل يبدأ بخطوه(مثل صيني)

كل عام وانتم والبلاد بخير.