الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً

شبابنا في خطر

محمد علي وهان
الاثنين ، ١٤ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
لا أهداف نناضل من أجلها لأن الثوابت ذابت في المتغيرات. الزائف هو الحقيقة والحقيقة لا أحد يجرؤ أن يلفظها منهكون إلى حد الألم. ‏

ألهذا السبب يعيش الشباب اليمني ضياعا لا نهاية له؟ هذا الجيل ما عاد قادرا على التمييز تساوت عنده الأشياء كلها إنه بين هاويتين ولا يدري أين المفر هل يمضي إلى الأمام? من يؤكد له أن هذا (الأمام) الذي ينشده هو الأمام? لأن الوراء قد يصير أماما ويصير تقدما. فأيهما أكثر ثباتا على تراب الزمن المنزلق؟ الذين يهوون الركض وراء الكاوبوي ( أفلام الرعب الأمريكية ) أم الذين يعودون إلى عباءة الغزالي? ‏
الذين يتجردون من ماضيهم وينسلخون عن قيمهم وقضاياهم? ‏
أم الذين يجاهرون بالانتماء? ‏

للأسف أكثر الشباب الذين أقابلهم أجد معظمهم لديهم الرغبة في الهجرة من الوطن وهؤلاء الشبان يعرضون أفكارهم ويدافعون عنها إنهم مقتنعون أن خلاصهم سيكون بالهجرة من أوطانهم ومجتمعاتهم وتقاليدهم فلماذا هذا الإصرار على الرحيل? هل ضاق الوطن على طموحات الجيل الجديد? وهل لديهم فعلا طموحات خارج الأحلام الاستهلاكية والنظر إلى الخارج على أنه الجنة الموعودة? لكن المحزن حقا هذا الضياع الذي يتلبس الجيل كله إنهم لا يعرفون في أي طابور سيقفون ولا يعرفون إلى أي الرموز سينظرون من هدم كل شيء في دواخلهم?

ولعلي ألتمس العذر للشباب الذين وصل بهم اليأس إلى مرحلة التفكير بالهجرة وترك الوطن
إذن أين طموحات الشباب التي تعمر وتبني وطنا جميلا أسسه الأبطال والشهداء قبلهم? ‏

أظن أن الحكومات المتعاقبة مسؤولة عن جزء كبير من هذا الضياع. حيث أنها لا تفسح المجال لحرية التعبير للجيل الشاب المتمرد ولا تعمل على تأمين ما يحقق لهم وجودهم وتشعرهم بأهميتهم وفاعليتهم في المجتمع حيث تستشري البطالة والوساطة والرجل المناسب ليس في المكان المناسب.

لا يقتنع الجيل الشاب حاليا في هذا الوطن بجدوى التعليم, ولا بجدوى التفوق. فهو لا يصدق أنه بمجهوده يحقق مستقبله إلا إذا كان وراءه من يدعمه ويهيىء له مكانا تحت الضوء.. إن ضياع الجيل الشاب وصل إلى درجة الفوضى إذ تجد المقاهي وأماكن تعاطي القات مكتظة بالشباب العاطل عن العمل وهم في أعلى درجات العطاء ما قد يدفعهم إلى العقوق بالوالدين والوطن, ولا أعتقد أن الهجرة مطلب حقيقي إلا لأنهم مهزومون ومهمشون لا دور لهم في الحياة ولا في المجتمع فهل تعيدهم -المهاجر- إلى ذواتهم المبعثرة والمشككة في كل شيء ؟ أم سيكون مصيرهم الضياع والتشرد والبؤس ليستجيروا من رمضاء الوطن الحارقة بنار التغرب والتشرد والضياع وهو مالا نرجوه لشبابنا .‏