الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٢ صباحاً

ماذا يعني انتمائي للوطنية ؟

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الاربعاء ، ١٦ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
قبل الخوض في الحديث عن الوطن ومعنى الانتماء إليه لابد أولاً من تعريف الوطن ثم تعريف الانتماء وبيان الدلالات التي يعرف بها الوطني الحق من الدعي الأشر الكذاب !!

فالوطن : هي الأرض التي حملتنا بعد أمهاتنا وغذتنا من خيراتها وأسكنتنا على أرضها ونعمنا بطيب هواءها وجمال ساحاتها وروعة جبالها وسهولها ووديانها وتنوع ألوان زهورها وورودها وأوراق أشجارها ولذة ثمارها و حلاوة فواكهها وأشجان ذكريات ما بها وعليها من الأحباب والأصحاب والأصدقاء والأعزاء .

وأما الانتماء : فهو صدق الإحساس بحب الوطن والذوبان الوجداني الشعوري بأحداثه ومتغيراته والتأثر إيجاباً برفعته ووحدة كيانه وقوته ورقيه ، والتناغم مع السلم الاجتماعي وإن تعددت البرامج السياسية والمشارب الفكرية والحزبية .

دلالات الوطنية الحقيقية الصحيحة وفق التعريف المذكور أعلاه :

1- ( بلادي وإن جارت عليَ عزيزةٌ * * * وأهلي وإن جاروا عليَ كرام ) إحساس المرء بالحب الكبير لوطنه وحب المجتمع الذي يشاركه هذا الوطن بغض النظر عن التوجهات والاختلاف السياسي والفكري والمذهبي .

2- التعايش السلمي مع كافة شرائح المجتمع وأطيافه المتعددة والمتنوعة على أساس المشاركة الوطنية والحوار الوطني البناء والتوافق على القضايا المشتركة.

3- تسهيل الخدمات المجتمعية والإنمائية والتنموية وكافة المصالح والمنافع الوطنية .

4- التعاون في القضاء على العقبات والعراقيل التي توقف عجلة التنمية والتطور وتحديث الخدمات في كافة الجوانب الحياتية والمؤسسية .

5- التنافس بقوة في خدمة الوطن وأبناءه والعمل على تحريره من كافة القيود المفروضة عليه داخلياً أو خارجياً .

6- توعية المجتمع في كل وسائل الإعلام باحتياجات الوطن والتأكيد على ثقافة التسامح والحوار والمشاركة الإيجابية في خدمة الوطن .

7- التعزيز من مكانة التعليم و تأهيل المعلمين كون التعليم البوابة الأولى للتنمية والبناء الوطني .

8- نشر ثقافة النظافة والوعي بمكانة عمال النظافة وموظفو الصرف الصحي وتعزيز مكانتهم في المجتمع كونهم يقومون بأعمال لا يقدر على أداءها غيرهم .

9- أن يستشعر كل فرد في هذا المجتمع وفق تخصصه أو وفق وضعه المهني أنه يخدم وطنه ويقدم واجب الوفاء تجاه وطنه الذي احتضنه ورضي به عضواً ينتظر منه الكثير والكثير .

10-الحفاظ على الهوية الإسلامية والأعراف والتقاليد والعادات الوطنية الأصيلة .

11- يمننة جميع المؤسسات والأعمال والوظائف والوسائل وكل مظاهر الحياة بالقدر المتاح والإمكانات المتاحة .

إن أقل ما يطلبه الوطن من أبناءه أن يكفه عبء نفسه وأن لا يؤتى بالأذى أو الضرر من قبله .


أبرز مظاهر الوطنية :
1- رمي القمامة في أماكنها المخصصة لها .

2- النظافة العامة أمام منزله ومكتبه الذي يعمل فيه ونظافة أولاده وأهله ومن عليه رعاية شئونهم .

3- المشاركة الإيجابية في الأعمال الخيرية والخدمية .

4- انضباطه في عمله وتسهيل الإجراءات على المواطنين والتزامه اللوائح المنظمة للعمل والقوانين .

5- انتهاجه مبدأ الحوار والتوافق في حل المشكلات والعقبات والعراقيل .

6- احترام خط سير المرور وإشارات المرور وعدم رفع صوت التنبيه عند الازدحام .

7- أداء ومتابعة النشيد الوطني في المدارس الحكومية والخاصة .

8- إدراج هذه المعاني والمظاهر الوطنية والتأكيد عليها في المناهج الدراسية منذ الصفوف الأولى وحتى الدراسات العليا و كذا تعميمها على الوسائل الإعلامية المختلفة .

9- اعتزازه بوطنه أينما كان وأينما ارتحل .

10- يفرح ويتفاعل للإنجازات والأخبار المتعلقة بالنجاحات سواء كانت لأشخاص يمنيين أو لمؤسسات وطنية حكومية أو حتى خاصة ، ويحزن لأي إخفاق يحدث لما سبق ذكره .


• ما الذي يتنافى ويتناقض مع الوطنية ؟

1- التمرد العسكري أو اللجوء للعنف مهما كانت المبررات .

2- الانقلابات العسكرية أو السياسية واللجوء للتخابر أو الاستقواء بالأجنبي .

3- إثارة البلبلة والشائعات وتغذية الخلافات الفكرية والمذهبية أو الطائفية .

4- إثارة وتغذية الجدل السياسي والحزبي في القضايا المختلف فيها واستغلال أجهزة الإعلام في تغذية وإذكاء الصراع السياسي والحزبي .

5- نهب الأراضي العامة والخاصة واستغلال الوظيفة العامة في المصالح الخاصة أو الحزبية على حساب المصالح العامة للبلاد
6- التغاضي عن المخالفات العامة والخاصة المسيئة لثروات البلاد والمعرقلة لنهضة الوطن وازدهاره .

7- التستر عن الفاسدين والعابثين بثروات الوطن وخيراته والتساهل تحت أي ذريعة أو أي مبرر ، فالوطن ملك للجميع ومن حق الصغير قبل الكبير أن يراقب ويساءل من يريد وقتما يريد كونه يمنياً.

8- السلبية تجاه الأحداث الجارية في البلاد وعدم التناغم معها إيجابياً .


هذه باختصار بعض الأفكار التي أحببت أن أشارك بها علني أكون قد أسهمت ولو بالقليل مما يفتعل بين جوانحي من الحب الكبير لوطني الذي أعتز به ولأبناء وطني الذين أعتز بهم ، أملاً ممن لا يزال يضرب وطنه في مقاتل وهو يحسب أنه يحسن صنعاً أن يعيد قراءاته وحساباته ، ولتكن قراءاته وكذلك قراءاتنا جميعاً وحساباتنا جميعاً أن وطننا يسع الجميع وأن يد الله مع الجماعة وأن أي مشكلة مهما بدت معقدة وبعيدة المنال الوصول لحلها فإن التقارب وحسن النوايا من الجميع وتقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة ، كل هذه العوامل كفيلة بإذن الله لتجاوز المخاطر وأخذ الوطن والبلاد إلى بر الأمان ، وليعلم كل من تنازل وقدم التضحيات من مال ونفس محتسباً أجره وعوضه على الله حرصاً منه على وطنه وأهله ( أبناء وطنه ) فقد والله ربح نفسه وأراح ضميره وأرضى قبل كل ذلك ربه ،( ومن ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام . آمل من أعضاء ومكونات وفرق الحوار الوطني أن يسجلوا في سفر التاريخ المعاصر نجاحهم الوطني الكبير في الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره وهويته الإسلامية .