الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٦ صباحاً

عظم الله اجركم

خالد محمد الكحلاني
الخميس ، ١٧ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
عندما يرغب المرء في احصاء السلبيات الموجوده في سلوكيات مجتمعنااليمني "المسلم" يكاد لايحصيها فأنت تجدها في كل مكان – في المنزل, في الشارع, في السوق, في العمل, في المسجد, وحتى في المقبره.

عدت لتوي من المشاركه في دفن والد احد الأخوه والزملاء الأعزاء - رحمة الله تغشاه- وهالني مارأيت من سلوكيات يمارسها الجميع كبارا وصغارا, متعلمين وغير متعلمين, عسكريين ومدنيين, حضريين وريفيين مسؤلين ومواطنين عاديين الا مارحم ربي وكما نحن غير منظمين في الحياة فنحن غير منظمين في الموت فبالرغم من ان هذه المقبره من المقابر القليله والنادره في الأمانه التي تعتبر الى حد ما مخططه بمعنى يوجد بها ممرات بين مجموعات القبور المختلفه الا ان اول ما يلاحظه المرء هو ضرب الناس بتلك الممرات عرض الحائط وكأنها غير موجوده وبالتالي ترى الناس يتقافزون بين القبور ومنهم من يدوس عليها لكي يصل الى مكان الدفن وهذا يكون ميسرا للقله فقط من المشاركين بينما يكتفي الباقون بالمراقبه عن بعد وفي ضل هذه الحاله تجد المناسبه قد تحولت الى خلاف شرعي حول هل يجوز المشي على القبور ام لا ويستنكر البعض هذا العمل بزجر من يقوم بذلك بينما يتعلل البعض بأن هذا من الضرورات لأنه لاسبيل للوصول الى القبر الا بهذ الطريقه وبغض النظر عن الحكم الشرعي في هذا الأمر لأني لا أعرفه وان كنت اعتقد انه سيكون فيه خلاف بين العلماء كما في كثير من الأمور الفرعيه في الدين الا انني استغرب من عدم تحرك الجهة المختصه بالأشراف على المقابر بعمل مخططات مناسبه لجميع المقابر حتى نمنع هذه العشوائيه في مقابرنا حتى وان ادى ذلك الى ازالة بعض القبور لفتح ممرات وترك مساحات بين القبورواعلم ان البعض قد يحتج بأن هذه قبور فكيف نقوم بأزالتها لأجل المخطط وقد يحرم البعض ذلك الا اني اعتقد انه اذا كانت المصلحه العامه تقتضي ذلك فما المانع وكما انه قبل ذلك قد تم استقطاع اجزاء سواء من بعض المقابر لشق شوارع اوبناء مدرسه او مستشفى او اي مصالح اخرى للمجتمع فما المانع من ازالة بعض القبور لتخطيط المقابر ولتجنيب القبور من الدوس عليها من المواطنين سواء في مناسبات الدفن او الزياره.

وثمة سلوكيات اخرى سيئه لاحظتها في هذه المناسبه منها قيام البعض بالمزاح والقاء النكات والضحك والحديث بصوت عال والتدخين وغيرها من المظاهر التي تخرج الشخص من روحانية ورهبةهذا الموقف الذي يفترض فيه انه موقف للعبره والعظه كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام " كفى بالموت واعظا" ثم اخيرا اصبح من العرف ان ينتحي اهل الميت جانبا فيأتي الناس للسلام عليهم وتعزيتهم وهذه بادره طيبه وجميله ولكن للأسف اصبحنا محترفين في تحويل كل شيء جميل الى قبيح فبدلا من ان نعزيهم بطريقه حضاريه منظمه وننتظم في صف واحد نتدافع ونتزاحم فوقهم من كل جانب كل يريد ان يسبق الأخرين الى واجب تأديه العزاء مع مايصاحب ذلك من تعليقات ساخره وربما تلاسن وشجار بسبب الزحام وللأسف انه في هذا السلوك السيء يستوي الأنسان البسيط والجاهل بالأنسان المتعلم او المسؤل فقد تجد مسؤلا او شيخا او احد الوجاهات يشارك ايضا في هذا السلوك السيء بل ان البعض من المسؤلين والوجهاء يدفعون بحراساتهم ومرافقيهم الشخصيين الى دفع الناس وتوسيع الطريق لهم للسلام على اهل الميت قبل الأخرين وقد يصل التدافع احيانا الى درجة ايذاء اهل الميت وحصرهم في مكان ضيق يصعب معه ان يتنفسوا بشكل سليم ناهيك عن ان يتمكنوا من استقبال الناس والسلام عليهم بشكل لائق وبالطبع فان مثل هذه المناظر تغري البعض فيستغل بعض اللصوص هذا المشهد فيحضرون خصيصا لممارسة مهنتهم في سرقة المتزاحمين لذلك تجد الكثير من يشكو من سرقه هاتفه او نقوده اثناء تأدية واجب العزاء فلماذا كل هذا والموضوع لايزيد عن 15-20 دقيقه ويذهب كل الى حاله ولابد هنا من الأشاده ببعض المشاركين من اصحاب العقول الراجحه الذين ينأون بانفسهم عن هذه السلوكيات فتراهم يقفون جانبا الى ان ينتهي هذا المشهد الغوغائي ثم يتوجهون لأداء العزاء بهدوء وسكينه فمتى نصل جميعا الى هذا المستوى من الرقي الذي يحثنا عليه ديننا الحنيف.