الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٧ مساءً

صراع في ميادين الشعوب

خالد الصرابي
السبت ، ٢٦ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
اعتادت السلطات المتعاقبة على مر العصور اطلاقها مصطلح " البضاعة الفاسدة" على ما يعرف بالمعارضة واصفة اياها بالبضاعة الوحيدة التي تصلح لتصديرها الى الخارج لكي يبقى الوطن نقيا ..ورد هذا المفهوم بصيغة لاشك انها في ادنى طبقات الركاكة لمغايرتها التامة تجليات الواقع فلم يسبق لسلطة حكمت بلدا ما يتمتع بالنظام الجمهوري والديمقراطية ان بلغت بعفة وطنيتها فوج العلاء كون الغالبية فيها يسير وفق خطوط ميولاته وانتماءاته سواء كانت حزبية او عرقية اولها من الطائفية نصيب , وبرغم ان وجود المعارضة في مختلف بلدان العالم تعد بمثابة الكابوس المؤرق للسلطة لكنها ايضا ترهق حياة الشعب من خلال مساعي تشويشها فكريا تجاه ما تعتبره اخفاقات من السلطة لذا فان وجود المعارضة تبقى من المسائل التي ليس على السلطة وحدها من تقره وانما هو الشعب كونها لحظة معارضتها تعتبر الاداة المعبرة عن ارادة الجماهير ..وليس في كل الحالات فهناك افرازات تؤكد انحياز المعارضة عما يفرضه وجودها الحقيقي وهي المصلحة العامة . اما ما تسببه تلك الانحيازات فهي وبلاشك توجهات انتمائية خصوصا عند مغايرتها ميول ورغبات الجمهور , ومثلما تكون السلطة وفي حالات كثيرة غير منصفة كذلك هي المعارضة فليس كلما تبرزه عن االسلطة هو واقع فغالبا ما ياتي ذلك من باب التشهير كمحاولة لحرق اطراف منها , وهذا النوع هو ما نسمية بالمؤثر سلبا على عملية البناء الذي هو من واجب السلطة كون اسلوب المعارضة لابد وان يبتني وفق اسس ومعايير تؤهلها الى المستوى المطلوب من قبل الشعب والسلطة بمعنى ارتقاء خطابها الى الدرجة الوطنية العامة فمن غير المعقول ان تكون هناك معارضة بنت كل اهدافها بغرض الوصول الى السلطة لان ذلك سيبعدها من شتى مفاهيم المعارضة ليدخلها في اطار الجانب العدائي وسيبقى صراعها على انه مجرد تدمير لبنى الدولة التحتية قبل وصولها الى السلطة .اما وقد وصلت فانها حتما ستكون منبوذة من كافة الجماهير عقب ادراكها بان من سمت نفسها بالمعارضة قد نقضت كل المواثيق التي كانت تربطهم بها وانها كما فعلت ذلك الشيء المشير الى المطامع الشخصية فان قيادتها للسلطة عبارة عن راية منكوسة الى الاسفل ...كون كلا المجالين السلطوي والمعارض لابد وان يتجرد كافة اعضاءه من معاني الذات المخالفة لطبيعة العمل البارز في الواجهه العامة كمناصب او كتل المعارضة , ومن الغريب فعلا ان تكون هناك سلطة تستشعر بالمسؤلية الملقاة على عاتقها وهي تخشى المعارضة الى درجة تسميتها بالبضاعة الفاسدة والتي يجب ابعادها عن الوطن برمته , وكانها لاتدرك بان طرق كف الاذى عنها تكمن في نتائج عملها المثمرة.